برسوم جمركية تصل لـ 25%، هل أعلن ترامب الحرب الاقتصادية ضد الهند ؟

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس فرض عقوبات على 20 كيانًا عالميًا، منها ست شركات هندية، لدورها المزعوم في تسهيل صادرات النفط والبتروكيماويات الإيرانية.

ترامب يعلن حرب اقتصادية عنيفة ضد الهند بسبب علاقتها مع روسيا وإيران 

وأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم مبالاته بما يجري على المستوى الاقتصادي بين روسا والهند، وقال إن ما يهمه هو أن تدمر الدولتان اقتصاديهما.

وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "لا يهمني ما تفعله الهند مع روسيا، يمكنهما أن يُدمرا اقتصاديهما الميتين معا، هذا كل ما يهمني".

وتشمل الشركات المستهدفة: كانشان بوليمرز، وألكيميكال سوليوشنز، ورامنيكلال إس جوساليا وشركاه، وجوبيتر داي كيم، وجلوبال إندستريال كيميكالز، وبرسيستينت بتروكيم.

صرحت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها: "يُحظر جميع ممتلكات ومصالح الأشخاص المُدرجين في القائمة، الموجودة في الولايات المتحدة أو في حيازة أو سيطرة أشخاص أمريكيين". وبموجب الأمر التنفيذي رقم 13846، تشمل العقوبات أيضًا الكيانات التي تمتلكها الشركات المُدرجة بنسبة 50% أو أكثر.

شنّ الرئيس دونالد ترامب أشدّ هجوم له على الهند حتى الآن، واصفًا اقتصادها بـ "الميت" ومتهمًا إياها بالتحالف مع قوى معادية مثل روسيا. 

وفي منشور على موقع "تروث سوشيال"، وصف ترامب العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والهند بأنها تافهة، وسخر من الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها الهند، وذلك بعد يوم واحد فقط من وصفه رئيس الوزراء مودي بـ "الصديق" وتأكيده استمرار المحادثات التجارية.

وأعلن ترامب عن عزمه فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25% على الهند، موضحًا في تصريح منفصل إن "الهند تشتري المعدات العسكرية من روسيا في الوقت الذي يريد فيه الجميع وقف القتل في أوكرانيا" وفق تعبيره، مشيرًا إلى أن الهند تعد أكبر مشتر للطاقة من روسيا إلى جانب الصين.

وأضاف الرئيس الأمريكي إن الهند ستدفع تعريفة بنسبة 25% بالإضافة إلى عقوبة على تعاملها مع روسيا بدءًا من أول أغسطس.

ومن خلال التصريحات الرسمية الأخيرة، يبدو أن ترامب قد وضع على جدول أعماله روسيا والهند لاستهدافهما باستراتيجيته، التي تشغل اقتصاد العالم منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض عبر فرض الرسوم الجمركية.

وصرح ترامب، الاثنين الماضي، بأنه يقلص مهلة الـ 50 يومًا التي حددها يوم 14 يوليو الجاري، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وإقرار السلام بين روسيا وكييف، إلى ما بين 10 أيام و12 يومًا فقط.

وقال ترامب إنه "يحب الشعب الروسي" ولا يرغب في اللجوء إلى فرض قيود بسبب الوضع في أوكرانيا، لكنه أكد عزمه على فرض عقوبات ثانوية على موسكو، في حال تعذر التوصل إلى اتفاق بشأن النزاع الأوكراني.

تهدف هذه الحملة، التي تشمل أيضًا شركات من الصين وتركيا والإمارات العربية المتحدة وإيران، إلى تفكيك ما تسميه الولايات المتحدة "شبكة وسطاء الشحن غير الشرعيين" الذين يستخدمون أساليب خادعة لنقل النفط الإيراني إلى مشترين من جهات خارجية، كما تم تحديد عشر سفن مرتبطة بالكيانات الخاضعة للعقوبات كممتلكات محظورة.

وذكر البيان أن قطع سلسلة التوريد العالمية هذه جزء من الجهود الأمريكية لوقف عائدات طهران النفطية، التي تُعدّ حيويةً لاقتصادها الخاضع للعقوبات. 

ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات بشأن تعميق علاقات الهند في مجال الطاقة والدفاع مع دول مثل روسيا وإيران، وكلاهما خاضع لعقوبات أمريكية.

في حين لم تُصدر الهند ردًا رسميًا بعد، تأتي العقوبات في وقتٍ متوتر: لا تزال اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والهند قيد التفاوض، وتواجه الهند بالفعل خطر فرض عقوبات إضافية بسبب وارداتها النفطية من روسيا. وتشير العقوبات الجديدة إلى استعداد واشنطن لتجاوز الخطابات.

اقرأ أيضًا:

ترامب يهدد كندا بفشل الاتفاق التجاري حال اعترافها بالدولة الفلسطينية

"الصورة أبلغ من ألف كلمة"، رئيس مجلس النواب الأمريكي عن غزة

وتشير قائمة الكيانات الهندية الخاضعة للعقوبات، والتي يشارك بعضها في مجال الشحن والمواد الكيميائية، إلى محاولة أوسع نطاقا لقطع سلاسل التوريد الوسيطة التي تمكن صادرات إيران من الطاقة.