الجن بيولع في بيوتنا، قرية بسوهاج تستغيث بالأزهر لكشف الحرائق الغامضة

تعيش قرية برخيل التابعة لمركز البلينا، بمحافظة بسوهاج، حالة من الفزع الرعب، عقب وقوع عدة حرائق غامضة متكررة تلتهم المنازل بشكل مفاجئ. 

الجن بيولع في بيوت قرية برخيل، زيارة وفد الأزهر لكشف الحرائق الغامضة

فوجئ أهالي قرية برخيل بمركز البلينا في محافظة سوهاج في إحدى ليالي شهر يوليو الجاري، باشتعال النيران بشكل مفاجئ في البيوت ملتهمة 25 منزلا دون وضوح الأسباب.

أطلق أهالي قرية برخيل على الظاهرة اسم "الجن بيولع في بيوتنا"، يعجزون عن تفسير ما يحدث، خاصة وأن النيران تشتعل في أماكن متفرقة بالقرية في توقيتات متقاربة، دون وجود سبب منطقي واضح.

وأضاف الأهالي: "بنطفي النار في بيت نلاقيها ولعت في بيت تاني، أو مكان تاني جوه نفس البيت" وسط حالة الذعر التي تسيطر عليهم، بينما تتطابق الروايات حول سرعة انتشار النيران، واشتعالها في مواد غير قابلة للاشتعال، مما يدفع الأهالي إلى الاعتقاد بوجود قوة خفية وراء هذه الحرائق.

تداول الأهالي روايات عن أن "الجن" يقف وراء اشتعال النيران، مما أثار حالة من الرعب والخوف، وسرعان ما استجاب الأزهر الشريف لتلك الاستغاثة، حيث أوفد الأزهر وفدًا من وعاظ سوهاج إلى القرية، لتقديم الدعم النفسي للأهالي ومواجهة الشائعات التي تغذيها الأساطير الشعبية.

ونقل الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، استغاثة الأهالي للمسئولين عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'.

وفي تعليق علمي على منشور شومان، قدم أحد أساتذة الجامعات تفسيرًا يرجح أن غاز الميثان، الناتج عن تحلل المخلفات الزراعية المخزنة داخل المنازل ومع ارتفاع درجات الحرارة، قد يكون السبب وراء تلك الحرائق العفوية.

من جانبه، وجه اللواء عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، بتكثيف التواجد الرسمي داخل القرية، حيث انتشرت فرق من مديريات التضامن الاجتماعي، والصحة، والتموين لتقديم المساعدات العاجلة للأسر المتضررة.

رصد لأبرز الوقائع التي شهدتها القرية خلال الأيام الماضية

استدعت هذه الظاهرة الغريبة، فرق الحماية المدنية مرارًا وتكرارًا، التي تبذل جهودًا مضنية للسيطرة على الحرائق، لكن الوضع يتجاوز قدرتهم على التفسير، هل هي ماس كهربائي متكرر وغامض؟ هل هي أعمال تخريب متعمدة؟ أم أن هناك تفسيرًا وراء انتشار هذه الظاهرة داخل برخيل؟

وعلى أثر ذلك ناشد أهالي قرية برخيل مشيخة الأزهر بمساعدتهم في فك لغز تلك الحرائق وبالفعل وصل إلى القرية وفد من الأزهر الشريف، بقيادة الشيخ عبد الرؤوف السيد هاشم، مدير لجنة الفتوى والوعظ بدار السلام، والوفد المرافق له، لمعرفة أسباب الحرائق بقرية برخيل.

وفور وصول وفد الأزهر إلى القرية لاحظوا اشتعال النار أمامهم مرتان، ولم يقدم أحد منهم تفسيرًا لهذه الحرائق، إلا توقعهم بأن وراء هذه الحرائق جان سفلي، ربما استخدمه بعض الأشخاص ولم يستطع صرفه عن البلد، وأنه سبب الحرائق على حد قول بعض أهالي القرية.

يذكر أن الحرائق قرية برخيل، تسببت في إصابة طالبتان وربة منزل بدائرة مركز البلينا غرب محافظة سوهاج، إثر حريق اندلع بشقة بالطابق الثاني، وعلى الفور هرعت سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق، وتم السيطرة عليه وإخماده وتم نقل المصابين إلى مستشفى البلينا المركزي لتلقي العلاج اللازم.

كانت البداية بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، بقيادة اللواء دكتور حسن عبد العزيز، مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة البلينا غرب محافظة سوهاج، بورود بلاغًا من غرفة عمليات النجدة.

يفيد بنشوب حريق بغرفة بشقة بالطابق الثاني بمنزل مكون من طابقين ملك المدعو الدكتور ع. ح. ر - 47 عاما، عامل ومقيم بذات الناحية وتم الدفع بسيارة إطفاء والسيطرة على الحريق وإخماده، ونجم عن الحريق إصابة كل من: -

1- ابنة مالك المنزل ولاء سن 21 طالبة.

2- وجدان سن 18 طالبة.

3- زوجة ابن مالك المنزل شرين ح. ع - 21 عاما، ربة منزل وتقمن بذات الناحية اختناق وتم نقلهن لمستشفى البلينا المركزي وتلقوا الإسعافات اللازمة وتقرر خروجهن.

وانحصرت التلفيات في احتراق سرير – دولاب – مروحة، وأفاد المالك بمضمون ما سبق وأضاف بأن سبب الحريق ماس كهربائي بمروحة سقف ولم يتهم أحداً بالتسبب فـي ذلك ونفي الشبهة الجنائية.

كما ورد بلاغ من غرفة عمليات النجدة يفيد بنشوب حريق بحوش مشيد بالطوب الأبيض ومسقوف بالعروق الخشبية والبوص ملك المدعو إبراهيم. م - 60 عاما، مزارع ومقيم بذات الناحية وتم الدفع بسيارة إطفاء والسيطرة على الحريق وإخماده.

في سياق متصل، نشب حريق آخر بسطح منزل بمركز البلينا وتبين نشوب الحريق بكمية من البوص والأخشاب أعلى سطح منزل مكون من طابقين مشيد بالطوب الأحمر والخرسانة ملك المدعو فارس. ا - 24 عاما، عامل ومقيم بذات الناحية، وتم الدفع بعدد 2 سيارة إطفاء والسيطرة على الحريق وإخماده.

تم تحرير محاضر رسمية بجميع الوقائع المذكورة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات. إلا أن التساؤلات ما زالت قائمة: هل تكفي هذه الأسباب لتفسير تكرار الحرائق؟ أم أن هناك سرًا لم يُكشف بعد؟

الأزهر والإفتاء يفندان خرافة الجن في حرائق قرية برخيل بسوهاج

ومن جانبه أكد الدكتور محمد الجندي، مدير مجمع البحوث الإسلامية، أن زيارة وفد وعاظ الأزهر إلى قرية برخيل في البلينا في محافظة سوهاج، جاءت في إطار الزيارات الوعظية الدورية لوفود الوعاظ، ولم يوفدهم الأزهر لمتابعة الحرائق التي اشتعلت في القرية.

وأضاف الجندي، أن أهالي القرية كانوا مضطربون بسبب اشتعال النيران في أكثر من منزل، واقتنع أغلبهم بتعلق الأمر ببعد روحي أو قوة خفية، فحاول الوعاظ طمأنتهم وتهدئتهم نفسيًا، وتوضيح أن الأفكار المتعلقة بقدرة الجن على التسلط على البشر هي نوع من الخرافات، ومعرفة أسباب اندلاع الحرائق بشكل علمي، لمنع نشر الأفكار التي تثير الذعر في النفوس.

وأكد الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن إرجاع اشتعال الحرائق في القرية إلى الجن كلام لا يُقرُّه عقل، وهو أمر مرفوض شرعًا، والإسلام أَمرَنا بدراسة الظواهر دراسة علمية بعيدًا عن الخرافة، كي نصل لنتائج صحيحة.

اقرأ أيضًا:

استجواب رمضان صبحي على خلفية اتهامه بالغش والتزوير بلجنة امتحانات

محاكم الأسرة، طالبته بـ 1.3 مليون جنيه تعويض عن 21 سنة زواج فاتهمها بالنشوز

وأضاف ربيع أن الفَرْض العقلي يرجح أن يكون سبب الحرائق ارتفاع درجة الحرارة في هذه الأيام، أو يكون السبب إشعال أحد الناس للنار بجوار البيوت، أو يكون غير ذلك من الأسباب والتي ليست من ضمنها الجن.

وشدد أمين الفتوى على أن الله تعالى وصف الشيطان وقدرته بقوله تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، متابعًا: "أيعقل أن يكون الضعيف سبب في ذلك!!".