خبيرة اقتصادية تكشف أسرار الخلافات في الاتفاقات التجارية العالمية

قالت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن الاتفاقات التجارية التي تبرم داخل دول الاتحاد الأوروبي غالبًا ما تكون محاولة لتحقيق توازن، وليست تفاوضًا بمعناه الحقيقي.
كيف تختلف الاتفاقات التجارية بين أمريكا وأوروبا والصين؟
وأضافت “الحماقي” في مداخلة هاتفية عبر قناة النيل للأخبار، أن التفاوض يتطلب وجود مبادئ وأسس بين طرفين على مستوى متكافئ، ما يؤدي إلى استقرار مصالح الطرفين، بعكس الاتفاقات التي تفرض تحت ضغط أو إكراه، مثل تلك التي تشهدها العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

فرض رسوم جمركية
وأوضحت أن الاتفاق الأخير جاء تحت ضغوط من الولايات المتحدة التي فرضت رسومًا جمركية عالية، متهمة الاتحاد الأوروبي بأنه يستغل الوضع ويحقق فائضًا تجاريًا على حساب الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا التصنيف جاء بناءً على وجهة نظر شخصية للرئيس ترامب وليس على أساس دراسات علمية وأرقام دقيقة، مما أدى إلى تفاوت في الآراء حول مدى نجاح أو فشل الاتفاق.
اختلاف مواقف الدول الأوروبية تجاه الاتفاقات التجارية
وأشارت الحماقي إلى اختلاف مواقف الدول الأوروبية تجاه هذا الاتفاق، فمثلاً ألمانيا رحبت به بينما فرنسا أعربت عن عدم رضاها، ويعود سبب عدم رضا فرنسا إلى التزامات عليها بزيادة ميزانية استيراد الأسلحة والطاقة من الولايات المتحدة، وهو موضوع أثار خلافات واضحة بين الرئيس ماكرون والرئيس ترامب، خاصةً فيما يتعلق بمشاركة دول الاتحاد في حلف الناتو.
اقرأ أيضًا: ترامب يهدد 150 دولة بالرسوم الجمركية، موعد التطبيق مفاجأة
لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟ تفاصيل صادمة تعرفها لأول مرة
وتابعت: "الاتفاق في جزء كبير منه كان ناتجًا عن ضغوط، لكنه يعكس واقع المصالح داخل الاتحاد الأوروبي".
المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين
وفيما يتعلق بالمفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، أوضحت الدكتورة يمن أن الوضع مختلف تمامًا، فالاتفاق بين قوتين عظميتين مثل أمريكا والصين هو تفاوض بين ندين، لا يعتمد على الإكراه، فعلى الرغم من أن الصين تهيمن على المعادن النادرة بنسبة تزيد على 90%، إلا أن الولايات المتحدة لا يمكنها فرض شروطها كما تفعل مع الاتحاد الأوروبي.

سلاسل الإمداد بين الصين والولايات المتحدة
وأضافت أن التداخل الكبير في سلاسل الإمداد بين الصين والولايات المتحدة، خاصة في قطاع الإلكترونيات، يجعل التوافق والتفاوض بينهما أمرًا في صالح الطرفين، مما يقلل من حدة الخلافات ويجعل لغة التفاوض أكثر هدوءًا مقارنةً مع الاتفاق الذي فرض على الاتحاد الأوروبي.
واختتمت الدكتورة يمن الحماقي حديثها أنه قد تظهر عدة سيناريوهات خلال الفترة القادمة، من بينها قيام الصين بشراء بعض المنتجات الزراعية الأمريكية، كجزء من الاتفاقيات المستقبلية المحتملة.