الإثنين 28 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

يعتبرون الأحزاب حرام والمتظاهرون خوارج، فرغلي: أتباع السلفية المدخلية منتشرون في 6 محافظات

الايام المصرية

قال ماهر فرغلي الباحث في الحركات الإسلامية أنه يهاجم من فئات وشرائح كثيرة داخل المجتمع، نظراً لتأثرهم الكبير بـ(السلفية المدخلية)، المنتشر بشكل واسع في مصر.

 أوضح أن أتباع السلفية المدخلية ينتشرون في محافظات مثل المنوفية، القاهرة، كفر الشيخ، الدقهلية، القليوبية، والغربية، ولكن انتشاره في الصعيد محدود،  وليس لديهم تنظيم هرمي أو قيادة موحدة، بل هم أقرب إلى تجمعات مدرسية، يتبع كل شيخٍ منهم منهجاً خاصاً.

أوضح فرغلي أن السلفية ليست تياراً واحداً، بل تنقسم إلى عدة تيارات مثل السلفية التقليدية، والسلفية الحركية، والسلفية الجهادية، وغيرها، أما السلفية المدخلية فهي تيار يُنسب إلى "ربيع بن هادي المدخلي"، كما توجد تيارات متقاربة معها كالسلفية "الجامية" المنسوبة إلى محمد بن أمان الجامي.

نشأت السلفية المدخلية عقب حرب الخليج الثانية، عندما أفتى عدد من العلماء بحرمة دخول القوات الأجنبية إلى الجزيرة العربية، استناداً إلى حديث نبوي، لكن ربيع المدخلي أفتى بجواز دخول هذه القوات بل واعتبره واجباً، بدعوى أن "الضرورات تبيح المحظورات"، ومن هنا بدأ التيار يتشكل كصوت داعم للسلطة ومناهض للمعارضة.

فرغلي: السلفية المدخلية يحرمون تشكيل الأحزاب ويعتبرون المظاهرات من أفعال "الخوارج"

أشار فرغلي إلى أن التيار المدخلي يحمل أفكاراً صارمة تتمثل في تحريم تشكيل الأحزاب أو الجماعات بأي شكل، واعتبار المظاهرات من أفعال "الخوارج"، كما يرون وجوب طاعة الحاكم طاعة مطلقة حتى وإن ظلم أو جار، يعارضون الديمقراطية باعتبارها "كفراً"، ويحرمون الخروج عن الحاكم أو الاعتراض عليه حتى بالكلمة، وهم أيضاً يعتبرون كل الأحزاب السياسية بدعاً، ويُحرمونها مطلقاً، كما يرفضون أي شكل من أشكال المعارضة، حتى ولو كانت قانونية، ما يجعلهم أقرب إلى تبرير السلطوية المطلقة.

رغم عدائهم العلني لتنظيمي القاعدة وداعش، أشار فرغلي إلى وجود تشابهات فكرية في بعض الجوانب، مثل تكفير الديمقراطية، تكفير الصوفية، وتطبيق مفاهيم "نواقض الإيمان"، ولكنهم يختلفون في الأسلوب؛ فالمدخلية غالباً ما يكفّرون بشكل عام دون تعيين الأفراد، بعكس التنظيمات التكفيرية التي تُكفّر بالأسماء.

فرغلي: السلفية المدخلية يعتقدون أنهم وحدهم من يمثل الإسلام الحق ويرفضون الحياة الحديثة

أضاف أنهم يعتمدون بشكل كبير على مبدأ "الفرقة الناجية"، ويعتقدون أنهم وحدهم من يمثل الإسلام الحق ويرفضون الحياة الحديثة، ويحتقرون المخالفين ويُبدّعونهم (أي يتهمونهم بالبدعة)، كما أنهم يعتمدون على قواعد "الجرح والتعديل" الخاصة بالحديث في تقييم الأشخاص، وهي نفس القواعد التي تعتمدها بعض التيارات المتطرفة في تصنيف الآخرين.

ذكر فرغلي أن بعض رموزهم يُضفون شرعية على وجود إسرائيل في أراضي 1948، باعتبارها "سلطة واقعة" لا يجوز الاعتراض عليها، وهي فتوى مثيرة للجدل، كما أنهم يبيحون الكذب على "المبتدع" ويعتبرون التخلص منه بأي وسيلة أمراً جائزاً، ما يشير إلى نزعة إقصائية شديدة.

من أبرز رموز هذا التيار: ربيع بن هادي المدخلي، محمد بن أمان الجامي، مقبل بن هادي الوادعي، يحيى الحجوري، محمود الحدادي، محمد سعيد رسلان، هشام البيلي، علي فركوس، ومحمود الرضواني. وقد انقسموا إلى تيارات داخلية مثل "الحدادية"، و"الحجورية"، و"الفركوسية"، ولكل منهم مدارس ومساجد ومواقف فكرية متصارعة.

وتطرق فرغلي إلى حجم الصراعات بين رموز المدخلية أنفسهم، مشيراً إلى معارك كلامية شديدة وصلت إلى تأليف كتب ضد بعضهم البعض، مثل:

"صد العدوان الشنيع عن فضيلة العلامة الشيخ ربيع".

"الصارم المسقول لمقارعة الصيال على الأصول".

"القول الجلي في كشف أرجاء المدخلي".

"النقد المثالي في فتح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي".

وغيرها من الكتب ذات الطابع الحاد، التي تعكس الخلافات الفكرية والشرعية العميقة بينهم.

فرغلي: يختلفون حول عدد العيون الظاهرة في النقاب.. وبعضه حرم "الزلابية" 

عرض فرغلي بعض المفارقات الغريبة التي تنشب بينهم، مثل الخلاف حول عدد العيون الظاهرة في النقاب، أو حتى إصدار فتوى في الجزائر بتحريم "الزلابية" لأنها تحتوي على مواد غذائية ذات ألوان مصنعة، زُعم أنها مشتقة من "الخنافس"، مما يعكس أحياناً انفصالاً عن الواقع.

 

أضاف أن التيار المدخلي لا يصطدم بالسلطات، بل يبرر أفعالها، ويدعمها في كثير من الأحيان، لذلك، تستعين به بعض الحكومات، كما حدث في اليمن وليبيا مع الإمارات وخليفة حفتر، ولهذا، فإن هذا التيار يشكل ما يشبه "الرديف الدعوي للسلطة"، يحرّم العمل الجماعي لكنه ينتشر بقوة في المساجد والجمعيات.

تم نسخ الرابط