الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل تساهم محطة الضبعة النووية في خفض أسعار الكهرباء؟، خبير يوضح

محطة الضبعة النووية
محطة الضبعة النووية

قال الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، إن دعم الطاقة في مصر يعد من الملفات شديدة الحساسية التي تمس حياة المواطن اليومية، وقد ظلت الدولة تتحمل عبئًا ماليًا كبيرًا نتيجة ارتفاع أسعار الوقود التقليدي كالنفط والغاز الطبيعي.

وأضاف “أبو شادي” في تصريحات صحفية، أنه رغم بعض التراجعات النسبية في هذا الدعم خلال السنوات الأخيرة، بفعل الإصلاحات الاقتصادية والخطط الطموحة، إلا أن الضغط لا يزال كبيرًا على الموازنة العامة للدولة.

أبو شادي: تكلفة إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري أصبحت مرتفعة

وأشار أبو شادي إلى أن تكلفة إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري باتت مرتفعة للغاية، وتضطر الدولة إلى دعم هذه التكلفة، سواء من خلال ما تنتجه محليًا أو تستورده بأسعار مرتفعة من الخارج في المقابل، فإن المحطة النووية، ورغم ارتفاع تكلفة إنشائها (والتي تقدر بنحو 25 مليار دولار تسدد على مدى 22 سنة)، فإن هذه التكلفة توزع على المدى الطويل، ولن يشعر المواطن بأثرها المباشر.

الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا

وأوضح الدكتور يسري أبو شادي، أن تكلفة الكيلووات/ساعة المنتجة من المحطة النووية ستكون أقل بكثير من التكلفة الحالية للكهرباء المنتجة من المصادر التقليدية، وذلك لأن الوقود المستخدم في تشغيل المفاعل لا يشكل سوى نسبة صغيرة جدًا من إجمالي التكلفة – لا تتجاوز 3 إلى 4%، مقارنة بالغاز أو البترول. 

المحطة النووية ستوفر طاقة ثابتة على مدار الساعة

وأوضح أيضًا أن المحطة ستوفر طاقة ثابتة على مدار الساعة (base load) دون الحاجة لتخفيف الأحمال أو اللجوء إلى قطع التيار كما كان يحدث سابقًا.

وأكد أبو شادي أن خفض تكلفة إنتاج الكهرباء من المحطة النووية سينعكس مباشرة على تقليل دعم الدولة للطاقة، وهو ما قد يتيح توجيه هذا الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجًا بشكل أكثر فاعلية.

الاستفادة من الطاقة النووية في مجالات أخرى.. تحلية المياه نموذجًا

وعن مجالات الاستفادة من المحطة النووية خارج إطار إنتاج الكهرباء، أشار الدكتور يسري أبو شادي إلى أن هناك فرصًا واعدة لاستخدام الطاقة الحرارية الناتجة عن عمليات التبريد داخل المفاعل في تحلية مياه البحر. وأوضح أن عملية التبريد في المحطات النووية تتم من خلال 3 دوائر كالتالي:

  • الأولى لتبريد قلب المفاعل.
  • الثانية لإنتاج البخار الذي يُشغّل التوربينات.
  • الثالثة لتكثيف البخار وإعادته مرة أخرى إلى الدائرة.

اقرأ أيضًا: الحكومة: تشغيل أول مفاعل نووي بمحطة الضبعة في النصف الثاني من 2028

 

رئيس الوزراء يعلن موعد تشغيل أول مفاعل نووي في محطة الضبعة

وتابع أن الدائرة الثالثة تسحب المياه من البحر، فترتفع حرارتها بمقدار 4 إلى 8 درجات مئوية، ثم تعاد إلى البحر، مما يعني إهدار كمية هائلة من الطاقة الحرارية التي يمكن الاستفادة منها، مقترحًا استخدام هذه الطاقة في محطات تحلية المياه (desalination)، وهي خطوة ستوفر الكثير من التكاليف وتنتج كميات ضخمة من المياه العذبة.

أبو شادي: مصر قد تنتج 10% من مياه الشرب عبر محطات التحلية النووية

وقال: "إذا استخدمت هذه الطاقة بشكل جيد، يمكننا إنتاج ما بين 5 إلى 10% من احتياجات مصر من مياه الشرب من خلال محطة الضبعة فقط، وهذا رقم كبير ومؤثر". 

محطة الضبعة النووية

وأضاف أن هناك طموحات في مصر للتوسع في هذا الاتجاه، لكن حتى الآن لم تترجم هذه الخطط إلى تنفيذ فعلي في المحطة النووية الأولى.

الضبعة النووية، خطوة نحو تقليل فاتورة الكهرباء وتوفير المياه

أوضح الدكتور يسري أبو شادي أن الاستفادة القصوى من المحطات النووية، سواء في إنتاج الكهرباء أو المياه، هي خطوة استراتيجية لمصر، خاصة في ظل شح الموارد المائية وتنامي الطلب على الطاقة، ورغم أن الدول الغربية لم تطور هذا المجال كثيرًا بسبب وفرة الأنهار لديها، إلا أن العالم العربي – وخاصة الدول الصحراوية – لديه رغبة شديدة في استغلال المفاعلات النووية لتحلية المياه وتوفير موارد مستدامة للحياة والتنمية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن التدرج في التنفيذ أمر ضروري، مقترحًا أن تبدأ مصر بمحطة الضبعة كنموذج أولي، ثم تتوسع تدريجيًا في استخدام التكنولوجيا النووية لخدمة ملفات استراتيجية كالمياه والطاقة معًا.

تم نسخ الرابط