ماذا يعني سيطرة إسرائيل على الضفة وغور الأردن ؟ محلل فلسطيني يجيب

ماذا يعني سيطرة إسرائيل على الضفة وغور الأردن ؟، في خطوة تصعيدية جديدة، صوت الكنيست الإسرائيلي هذا الأسبوع لصالح قرار رمزي يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن، في محاولة واضحة لـشرعنة الاحتلال وتكريس سياسة الضم والتوسع، على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وأيد هذا القرار 71 نائبًا، في خطوة تدرج ضمن سلسلة من الإجراءات تهدف إلى القضاء على ما تبقى من حل الدولتين، وتؤكد مجددًا أن إسرائيل ماضية في مشروعها الاستيطاني، ضاربة بعرض الحائط المواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2334 الذي يرفض شرعية المستوطنات.

القرار أثار إدانات واسعة، إذ اعتبر انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي وعدوانًا سياسيًا يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع الميدانية.

في المقابل، يرى مراقبون أن هذا التصويت يعكس حجم التطرف والغلو داخل المؤسسة الإسرائيلية، ويثبت أن الحكومة الحالية لا تسعى للسلام، بل تسير بخطى ثابتة نحو نظام فصل عنصري كامل، تزامنًا مع ما يجري في غزة من إبادة جماعية.

وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة للإجابة على تساؤل ماذا يعني سيطرة إسرائيل على الضفة وغور الأردن ؟، وفقًا لتصريحات المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور سهيل دياب، 

العالم يتساءل، ماذا يعني سيطرة إسرائيل على الضفة وغور الأردن ؟

وردًا على تساؤل ماذا يعني سيطرة إسرائيل على الضفة وغور الأردن ؟ في مداخلة هاتفية عبر تطبيق "زوم"، قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور سهيل دياب، إن ما جرى مؤخرا داخل الكنيست الإسرائيلي بشأن التصويت على قانون "رمزي" لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، لا يمكن اعتباره مجرد خطوة رمزية كما يروج البعض، بل هو قانون جدي وخطير يندرج ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.

اقرأ أيضًا:

أحمد الشرع: سوريا لن تكون مكانا للتقسيم واخترنا عدم المواجهة مع إسرائيل

الخارجية السورية ردا على هجوم إسرائيل: نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أراضينا

وأكد دياب أن هذا القانون ليس منفصلاً عن سياق سياسي أكبر، بل يأتي كحلقة جديدة ضمن سلسلة من القوانين والإجراءات التي تسعى لتكريس الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، وفرض وقائع جديدة تعرقل أي فرصة مستقبلية لحل الدولتين.

ماذا يعني سيطرة إسرائيل على الضفة وغور الأردن ؟

وأضاف أن استخدام مصطلح "رمزي" هو محاولة من الإعلام العبري، وبعض الجهات السياسية لتخفيف الضغط الدولي على إسرائيل، بينما في الحقيقة يجري الإعداد لتنفيذه فعليا، مشيرا إلى أن 14 وزيرا إسرائيليا وقعوا رسالة تطالب الحكومة ببحث بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية تمهيداً لضمها رسميا.

وأشار دياب إلى أن أخطر ما في هذه الخطوة هو أنها تمهد لتشكيل ميليشيات من المستوطنين بدعم من الجيش الإسرائيلي، ما يعني تحول المستوطنين إلى قوة عسكرية منظمة داخل الضفة الغربية، تمارس العنف والاضطهاد ضد الفلسطينيين تحت غطاء قانوني وعسكري.

وتابع دياب أن إقرار مثل هذه القوانين يعتبر إلغاءً فعليا لاتفاقيات أوسلو، وإنهاءً لأي أمل بحل الدولتين، بل ويجري حاليا التحضير لطرح مشروع قانون جديد يعتبر أن “حق تقرير المصير في فلسطين التاريخية يخص اليهود فقط”، ما يعني استبعاد الفلسطينيين بالكامل من أي مستقبل سياسي داخل هذه الدولة المزعومة.

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، قال دياب إن واشنطن تظهر ليونة في ملف الضفة الغربية، في مقابل سعيها لوقف الحرب في غزة، مضيفا أن التاريخ يشهد بتساهل الولايات المتحدة مع خطوات إسرائيل الأحادية، مثل: نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعترافها بضم الجولان.

واختتم دياب، بالإشارة إلى أن الضفة الغربية هي أرض فلسطينية محتلة وفقا للقانون الدولي، ولا تملك إسرائيل أو الكنيست صلاحية فرض السيادة عليها، ما يجري يتناقض بشكل صارخ مع قرارات الأمم المتحدة، واتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو، بل ويتنافى مع المبادئ الأخلاقية والإنسانية.

وأوضح أن المجتمع الدولي مطالب الآن بموقف حازم تجاه هذه الخطوة، التي تمثل تهديدا مباشرا للاستقرار، ونسفاً لكل ما تبقى من فرص للسلام العادل.