لا أمية مع تكافل، أسوانية في السبعين من عمرها تحقق حلمها بتعلم القراءة

امرأة تتحدى الأمية، نجحت فاطمة علي محمد، إحدى سيدات محافظة أسوان، والبالغة من العمر 76 عامًا، في تحقيق حلم طال انتظاره والتغلب على الأمية، وذلك من خلال مبادرة "لا أمية مع تكافل" التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي، وتهدف إلى محو أمية أسر مستفيدي برنامج تكافل.
طفولة صعبة وأبناء مدرسات وفنيين
فاطمة المولودة عام 1949 في قرية "عروس النيل"، كانت الطفلة الوحيدة بين أربعة أشقاء، فقدت والدها في سن مبكرة ما أجبرها على ترك التعليم وهي في الصف الثاني الابتدائي بسبب ضيق الأحوال المعيشية.
تولى إخوتها رعايتها حتى تزوجت وهي لا تزال شابة، لتنشغل بعدها بتربية أبنائها التسعة (خمس أولاد وأربع بنات)، ويصبح لها اليوم عدد من الأحفاد.
ورغم توقفها المبكر عن التعليم، لم تتخل فاطمة يومًا عن حلمها بتعليم أولادها، وبالفعل حصلت ثلاث من بناتها على شهادات عليا اثنتان تخرجتا من كلية التربية، والثالثة حصلت على دبلوم المعلمين، بينما التحق أبناؤها الذكور بالتعليم الفني بين دبلومي التجارة والصناعة.
اقرأ أيضًا:
التضامن الاجتماعي: زيادة معاش تكافل وكرامة ليصل إلى 4000 جنيه شهريا
استعلام معاش تكافل وكرامة 2025، بالرقم القومي عبر موقع وزارة التضامن
القرآن الكريم.. حلم لم يفارقها
لم تكن رغبة فاطمة في التعلم مرتبطة فقط بمحو الأمية العامة، بل كانت أمنيتها الأعمق أن تقرأ القرآن الكريم بنفسها دون وسيط، ورغم مرور العقود، ظل هذا الحلم حاضرًا في قلبها وعقلها.
وجاءت الفرصة حين بدأت حفيدتها آلاء عصام العمل كميسرة ضمن فصول مبادرة "لا أمية مع تكافل"، حينها قررت فاطمة أن تسجل اسمها وتبدأ رحلتها التعليمية مجددًا، وبدأت آلاء بتعليم جدتها الحروف والكلمات، وخطوة بخطوة، ومع الاستمرارية، تمكنت فاطمة من اجتياز اختبار محو الأمية، وهي اليوم تستعد لأداء الاستكتاب الرسمي للحصول على شهادة تؤكد نجاحها.




رد الجميل لامرأة عظيمة
عبرت الحفيدة آلاء عن سعادتها الكبيرة بهذه التجربة، ووصفت تعليمها لجدتها بأنه رد للجميل لامرأة ضحت كثيرًا في سبيل تعليم أولادها، وأضافت: جدتي اليوم تقرأ وتكتب، وتستخدم بطاقة الفيزا والهاتف المحمول بثقة.
إنجازات مبادرة "لا أمية مع تكافل"
تهدف المبادرة إلى محو أمية مستفيدي برنامج "تكافل وكرامة"، وقد حققت نتائج ملموسة على مستوى الجمهورية كم خلال توفير أكثر من 13 ألف فرصة عمل مباشرة للميسرين، ومشاركة 8643 ميسرًا من حملة المؤهلات من مستفيدي تكافل وكرامة، ومحو أمية 140,359 رجلًا وسيدة خلال عامي 2024–2025، وتنفيذ 58 ورشة عمل لـ 1160 ميسرًا بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار.
قصة ملهمة.. ورسالة أمل
تعد قصة فاطمة علي محمد مثالًا ملهمًا لقوة الإرادة، وتبرهن على أن التعلم لا يعرف عمرًا، وأن الأمل دائمًا موجود، مهما كانت التحديات أو الظروف.