كيف أحصن نفسي من العين والحسد؟ الشيخ يسري جبر يجيب

كيف أحصن نفسي من العين والحسد؟، سؤال يطرحه الكثير من الجمهور خلال الفترة الأخيرة، خصوصًا إذا تعرض أحدهم لمصاب أليم فجأة أو تبدلت حياته من الرفاهية والنجاح إلى الفشل والضياع.
 

الشيخ يسري جبر العالم الأزهري سأله أحد الشباب عن كيفية التحصن من الحسد والعين، وقال: “كنت شابًا متفوقًا، مجتهدًا، محبوبًا من أهلي، لكن مؤخرًا تغير حالي فجأة، "ضعف تحصيلي الدراسي، ضعف في التحصيل الدراسي، وتراجع في الهمة، وخوف دائم من الامتحانات، أعتقد أنني محسود، خاصة أن والدي كان يفتخر بي كثيرًا أمام العائلة والناس”.

فأجابه الشيخ: يا بني، العين حق، والحسد موجود حين يتحدث والدك عنك أمام الجميع، قل له برفق: “يا أبي، إن كانت عندنا نعمة، فلنحفظها ونصنها، لأننا محسودون”.

كثير من الناس لا يقصدون الأذى، لكن قلوبهم قد تمتلئ بالحسد دون أن يشعروا، فتفسد النعمة بالعين.

لا تتحدث كثيرًا عن إنجازاتك، حتى أمام أقرب الناس لا تكثر من الحديث عن تفوقك أو نجاحاتك، وإن سئل والدك عنك، فليجب ببساطة: “الحمد لله، ربنا يستر عليه ويكرمه”.

فلا داعي أن يقول: “ده الأول على المدرسة، حافظ الكتب كلها، وبيشارك في كل المسابقات”، لأن هذا النوع من التفاخر المتكرر قد يعرضك للحسد، خاصة مع كثرة الكلام.

قصص واقعية تؤكد أثر الحسد

سرد الشيخ يسري جبر بعض القصص الواقعية لتوضيح أثر الحسد والعين:

شاب كان يضرب به المثل في حفظ القرآن، وكان يعرض في التلفزيون ويشاد به، لكنه مع الوقت نسي ما حفظ وابتعد عن القرآن السبب؟ الحسد.

شيماء الشافعي، طالبة طب متفوقة، تحقق أعلى الدرجات وتفوز ببطولات، ثم تفجع العائلة بوفاتها في حادث أليم. يقول الشيخ: “دي اتنشت عين”.

دكتور كان يفتخر بابنه باستمرار، يمدحه أمام الجميع، حتى سقط الابن في طريق الإدمان، ثم انتحر.

كل هذه القصص تذكرنا بحقيقة خطيرة: “النعمة إذا لم تحصن، قد تزول بسبب العين أو الحسد”.

اقرأ أيضًا: آيات التحصين من السحر والعين والحسد.. رقية السديسي

هل الرقية بالقرآن بدعة؟.. رد صادم من الإفتاء

كيف تحصن نفسك؟

التحصين يبدأ بالأذكار والرقية اليومية، اجعلها عادة لا تتخلى عنها:

1- المعوذات (الإخلاص، الفلق، الناس): تقرأ 3 مرات بعد الفجر وتمسح بها جسدك، وتكرر 3  مرات قبل النوم بالطريقة نفسها.

2- آية الكرسي: تقرأ بعد كل صلاة مفروضة، وتقرأ أيضًا قبل النوم.

3- أدعية التحصين: “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم” 3  مرات صباحًا ومساءً، “أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق” 3 مرات كذلك.

4- الوظيفة الزروقية: وهو ورد يومي خاص بأهل الطريقة الزروقية من طرق التصوف، نصح الشيخ بالمواظبة عليه لمن أراد تحصينًا روحيًا قويًا.

حتى النبي ﷺ تعرض للحسد، النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلم من الحسد

قال تعالى: “وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون”.

فلما علم النبي أنه محسود، عوذ نفسه بالقرآن، وكان يمسح جسده بالمعوذات قبل النوم، وعلم أمته ذلك، فنحن أمة محسودة بسبب النعم التي رزقنا الله بها.

ما هي الرجولة الحقيقية؟

في ختام الحديث، قال الشاب للشيخ: “أنا عندي 20 سنة، وأتابعك باستمرار، وأحاول إصلاح عيوبي”.

فأجابه الشيخ: “الرجولة ليست فقط في الذكورة”.

الذكر موجود في الإنسان والحيوان والطير، بل الحمار أقوى منك جنسيًا، لكنه ليس رجلًا.

الرجولة سلوك: شهامة، قوامة، صبر، نصيحة، حرص على الحلال، دعاء للناس، وقدوة حسنة.

الرجولة أن تحمي أهلك من الفتن، وأن تكون يقظًا، لا غافلًا، متزنًا في دينك ودنياك.

احفظ هذه القاعدة: “كل صاحب نعمة محسود”.

فلا تكثر من الحديث عن نعم الله عليك، ولا تسمح لأحد أن يظهرك بصورة المتفاخر دون تحصين، حافظ على أذكارك، واستعن بالله، وكن رجلًا حقيقيًا، مسؤولًا، يحرص على ما أنعم الله عليه، ويصونه من الزوال.