حريق هايبر ماركت الكوت يشعل السوشيال، غياب مخارج الطوارئ يزيد المأساة

حريق هايبر ماركت الكوت، أسفر حريق مروع اندلع مساء الأربعاء في "هايبر ماركت الكوت" بمحافظة واسط العراقية عن مصرع ما لا يقل عن 60 شخصًا، من بينهم مواطن أجنبي، فيما لا يزال 11 آخرون في عداد المفقودين، ويتلقى عشرات المصابين بحروق خطيرة العلاج في مستشفى الزهراء التعليمي، الأمر الذي أثار حالة من الغليان على منصات مواقع التواصل الاجتماعي متسائلين عن كافة التفاصيل.

وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ حريق هايبر ماركت الكوت، وفقًا لآخر البيانات الرسمية المعلنة، وجاءت التفاصيل كالتالي:

حريق هايبر ماركت الكوت، التفاصيل الكاملة

حريق هايبر ماركت الكوت، اندلع الحريق خلال ساعة الذروة، حين كان المتسوقون يتوافدون بأعداد كبيرة إلى المركز التجاري، مما جعل عمليات الإخلاء شديدة الصعوبة.

وانتشرت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة، مما جعل السيطرة على الحريق شبه مستحيلة، ووصف محافظ واسط، محمد جميل المياحي، الذي أشرف بنفسه على جهود الإنقاذ، الوضع بأنه “كارثي”، وعلى إثر هذه المأساة، شرعت الحكومة المحلية في فتح تحقيق رسمي عاجل.

ومن جهته، وصل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى موقع الحادث، إذ أمر بإجراء تحقيق فوري، وإرسال فريق طبي، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل، معلنًا الحداد الرسمي في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أيام.

اقرأ أيضًا:

حريق ضخم بمول تجاري شهير، مقتل 50 شخصا شرق العراق (فيديو)

حريق هائل يلتهم مركزا تجاريا بمدينة الكوت بالعراق وسقوط عشرات الضحايا

وقال شاهد العيان حميد المياحي، في لقاء تلفزيوني، إن الحريق بدأ من الطابق الأرضي، وانتشر بسرعة فائقة، مشيرًا إلى أن مشاكل في مخارج الطوارئ والدخان الكثيف زادت من صعوبة عمليات الإنقاذ. 

كما عبر عن استيائه من "ضعف الإمكانيات لدى الجهات المسؤولة"، مما أدى إلى عدم إنقاذ العائلات العالقة داخل المبنى في الوقت المناسب.

ومن جانبها، تبرأت وزارة التجارة العراقية، من مسؤولية الحادث، إذ أكد المتحدث الرسمي باسمها، محمد حنون، أن المركز التجاري الذي وقع فيه الحريق لا يتبع الوزارة بأي شكل من الأشكال، ولا يرتبط بأي شركة حكومية أو مستثمر متعاقد معها.

 وأشار إلى أن الوزارة تتابع تطورات الحادث عن كثب، داعيًا وسائل الإعلام والجمهور إلى التحلي بالموضوعية في تناول الأخبار.

وحمل عادل محمد البدراوي، عضو مجلس محافظة واسط، غياب مخارج الطوارئ وسلالم النجاة المسؤولية المباشرة عن ارتفاع أعداد الضحايا. 

وأوضح أن هناك تقصيرًا من الجهات المعنية بمنح ترخيص البناء، وعلى رأسها البلدية والدفاع المدني، الذين كان من المفترض أن يتحققوا من وجود وسائل السلامة اللازمة قبل منح التصاريح.

وأشار إلى تشكيل لجنة تحقيق خاصة لكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المقصرين، مع التأكيد على أن نتائج التحقيق ستُعلن للرأي العام بشفافية تامة.

وأعادت هذه المأساة تسليط الضوء على ضعف إجراءات السلامة في المباني العراقية، ففي السنوات الأخيرة، شهد العراق عددًا من الحرائق الكارثية التي أودت بحياة العشرات. 

ففي عام 2023، قتل أكثر من 100 شخص خلال حريق اندلع أثناء حفل زفاف في محافظة نينوى، كما توفي 82 شخصًا في عام 2021 إثر حريق بمستشفى "ابن الخطيب" في بغداد، نجم عن انفجار خزانات أكسجين في قسم مرضى كورونا.

وفي العام نفسه، لقي 60 شخصًا حتفهم في حريق مشابه في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية، نتيجة خلل كهربائي وانفجار في أنظمة الأكسجين.