وزير الثقافة السوري يصف العلويين بـالمجرمين أو "خدم شرفاء" (فيديو)

أثار وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح موجة من الإدانة بعد ظهوره وهو يصف العلويين بأنهم إما مجرمين أو خدم "شرفاء".
وزير الثقافة السوري يصف العلويين بـ "الخدم والمجرمين"
يواجه وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح غضبا شعبيا متزايدا بعد انتشار مقطع فيديو هذا الأسبوع يظهره وهو يقول إن أفراد المجتمع العلوي إما يعملون "بشرف" كخدم أو أنهم مجرمون.
وقد أثارت تصريحاته، التي تعرضت لإدانة واسعة النطاق باعتبارها طائفية وطبقية، دعوات لاستقالته وأثارت تعبيرات تضامنية بين مختلف الطوائف.
ولم يتسن التحقق من تاريخ الفيديو، لكن يبدو أنه تم تسجيله قبل ديسمبر 2024، عندما أطاح هجوم عسكري للمتمردين بالديكتاتور السوري بشار الأسد، وهو عضو في الطائفة العلوية.
وقال صالح: "هناك علويون شرفاء، وهناك مجرمون. إذا كنتَ علويًا شريفًا، فلن يراك النظام السابق، لن يمنحك أي امتيازات، وسيتركك مسحوقًا مع الفقراء".

واستشهد بامرأة علوية كانت تساعد والدته في الأعمال المنزلية كدليل على أمانة زوجها كجندي، مدعيا أن النظام لا يفضل إلا أولئك في المجتمع الذين لديهم "ميل نحو الإجرام".
وأثارت هذه التعليقات ردود فعل غاضبة على الفور في مختلف أرجاء المجتمع السوري، بما في ذلك من جانب الكتاب والفنانين السنة البارزين الذين قدموا اعتذارات علنية للمواطنين العلويين.
وقد وصف كثيرون هذه التصريحات بأنها مسيئة وخطيرة، واتهموا صالح بتأجيج هذا النوع من التفكير الطائفي الذي أدى منذ فترة طويلة إلى تفتيت المجتمع السوري.
وكتب المخرج والصحفي علاء عامر: "لو كان وزير الثقافة هذا في أي بلد يحترم نفسه، لكان يُحاكم اليوم. بصفتي سنيًا، أعتذر لجميع أصدقائي العلويين، أغنياءهم وفقراءهم".

ووصف الروائي عمر قدور كلام صالح بأنه مزيج من "الطائفية والسطحية الفكرية"، فيما وصفه الكاتب أنس حمدون بأنه "أداة في مشروع تدمير الثقافة واستبدالها ببديل فاشي".
هذه ليست أول تصريحات مثيرة للجدل للوزير، سبق أن أثار جدلًا بظهوره في فيديو وهو يسأل طفلًا سوريًا عن الفيلسوف والشاعر العربي أبو العلاء المعري، بنبرة وصفها البعض بالسخرية، لا سيما مع بروز علامات الفقر على وجه الطفل وملابسه.
وذكّر كثيرون الوزير بمساهمات الكتاب والمثقفين العلويين البارزين، ومنهم الكاتب المسرحي سعد الله ونوس، والشاعر بدوي الجبل، والكاتب والروائي حيدر حيدر، والروائي والناقد الأدبي هاني الراهب، وهم شخصيات ساهمت أعمالهم في تشكيل الفكر والأدب السوري الحديث.
وقارن آخرون بينه وبين وزير الطوارئ رائد الصالح، الذي كان أيضًا المدير السابق للخوذ البيضاء، والذي يحظى بالاحترام على نطاق واسع ويُنظر إليه على أنه رمز للوحدة الوطنية بعد استجابته العملية لحرائق الغابات على طول الساحل، حيث يعيش معظم العلويين السوريين.
وتتعارض تصريحات صالح أيضًا مع الأهداف المعلنة للحكومة الانتقالية بشأن المصالحة والإدماج تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع، مما يقوض الجهود الرامية إلى إعادة بناء الثقة بين المجتمعات السورية المتصدعة بعد سنوات من الحرب.
تاريخيًا، كان العلويون من بين أفقر السوريين وأكثرهم ريفية، وقد شهد العديد منهم تحسنًا طفيفًا من خلال العمل في الجيش أو القطاع العام في ظل حكم حزب البعث، إلا أن هذا التمكين لم يُترجم إلى ثراء واسع النطاق.
واليوم، وخاصة في أعقاب الحرب وسقوط نظام الأسد، تواجه العديد من الأسر العلوية الفقر المتزايد والنزوح وفقدان فرص العمل.
ورغم أن العلويين ليسوا الفئة الأفقر في سوريا فحسب، فإن الأغلبية تعيش الآن في ظروف صعبة، مماثلة للعديد من المجتمعات الأخرى المتضررة من الصراع الطويل الأمد والانهيار الاقتصادي في البلاد.
إقرأ أيضًا:
تقرير إسرائيلي: الشرع يسير على خطى السادات نحو السلام
ما هو وسام دار الفتوى الذهبي الذي حصل عليه أحمد الشرع؟
الثروة والسلطة المرتبطتان غالبًا بالجماعة محصورتان إلى حد كبير في نخبة صغيرة وثيقة الصلة بعائلة الأسد بالنسبة لمعظم العلويين، لم يجلب هذا الارتباط سوى الضعف، سواء خلال الحرب أو الآن في سوريا ما بعد الأسد.