تقرير إسرائيلي: الشرع يسير على خطى السادات نحو السلام

رجح مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية (JCPA) احتمال توجه الرئيس السوري أحمد الشرع لاتباع نهج الرئيس المصري الراحل أنور السادات في التطبيع مع إسرائيل نحو السلام.
وأشار التقرير أن مؤشرات تشير إلى تقارب محتمل بين إسرائيل وسوريا، حيث تجري محادثات هادئة بوساطة أمريكية واتصالات غير مباشرة بين الجانبين، ولفت التقرير إلى وجود فهم متزايد لدى الطرفين بأن الاستقرار الإقليمي يمثل مصلحة مشتركة.
من جهتها، تؤكد إسرائيل وفق التقرير أنها لا تنوي التخلي عن مرتفعات الجولان، لكنها تبدي استعداداً لدراسة أي خطوات من شأنها تحقيق تهدئة شاملة.

وقد عكست تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر هذا الموقف عندما صرح بأن "إسرائيل لها مصلحة في السلام مع سوريا، طالما تُحفظ مصالحنا الأمنية".

وتناول التقرير الخطوط العريضة المحتملة، والتي قد تشمل انسحاباً تدريجياً إسرائيلياً من مرتفعات الجولان المحتلة، مقابل التزام سوري بالامتناع عن الأعمال العدائية، واحتمال إنشاء منطقة خاضعة لإشراف دولي في الجولان تشبه "حديقة سلام"، دون إعادة السيادة الكاملة لدمشق.

وشدد التقرير على وجود عقبات كبيرة أمام أي اتفاق، حيث لا يزال الشعب السوري غير مستعد للمصالحة مع إسرائيل طالما تمسك الأخيرة بالسيطرة على أراضي عام 1967، كما أشار إلى أن قضية مرتفعات الجولان وأن أي تنازل عنها يُعتبر خيانة في الأوساط السورية.

وأضاف التقرير أن التحديات لا تقتصر على الجانب السوري فقط، حيث يصعب تصور موافقة الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية على أي تنازلات جوهرية، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.
وأشار التقرير إلى أن أحمد الشرع يفتقر إلى الشرعية الكافية لمثل هذه الخطوة الجريئة، لكنه لاحظ تغيراً في نهجه السياسي، حيث أصبح يذكر كثيرًا نموذج الرئيس الراحل أنور السادات الذي وقّع اتفاقية سلام تاريخية مع إسرائيل عام 1979.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن الطريق إلى أي اتفاق ما زال طويلاً وشائكاً، لكنه أشار إلى أن المنطقة قد تشهد مفاجآت سياسية، حيث أن "الاضطراب السياسي القادم في الشرق الأوسط قد ينطلق من أقل الأماكن توقعًا، وهي دمشق".
وكان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قد أكد أن رئيس سوريا أحمد الشرع فتح قناة اتصال، وأتاح فرصة للسلام مشيرًا إلى أن السوريين سيخسرون إذا عادوا إلى الصراع، والعكس إذا ساروا نحو السلام.
وأضاف رئيس الوزراء وسط تقارير واردة عن توقيع اتفاق أمني جديد بين إسرائيل ودمشق: "أعتقد أن الجميع يدرك أن الوضع قد تغير. في السابق، كانت إيران تدير سوريا فعليا، مباشرةً من خلال حزب الله. أما اليوم، فقد أُجبر حزب الله على الاستسلام، وإيران خارج الصورة".

وتابع نتنياهو: "لذا أعتقد أن هذا يُتيح فرصا للاستقرار والأمن، وفي نهاية المطاف السلام"، مضيفًا: "أعتقد أن الأمر أصبح متاحا أيضا لأن الرئيس فتح قناة اتصال، لذا فإنهم سيخسرون الكثير إذا عادوا إلى الصراع، وسيكسبون الكثير إذا ساروا نحو السلام. وأعتقد أن الرئيس أتاح هذه الفرصة".

ومن جهته كشف ترامب أن نتنياهو طلب منه أيضا رفع العقوبات عن سوريا، موضحًا بقوله: "بناء على طلب العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك بيبي (نتنياهو)، رفعنا العقوبات عن سوريا".
وإقرأ أيضًا:
من هو خالد الإسلامبولي أحد قتلة الرئيس السادات ؟ سر تسمية شارع باسمه في إيران
ما هو وسام دار الفتوى الذهبي الذي حصل عليه أحمد الشرع؟
وأضاف: "التقيت بالزعيم الجديد (الشرع)، وأُعجبتُ به كثيرًا. قال لي أحدهم: إنه ينحدر من بيئة قاسية. فقلتُ: حسنا، هذا ليس مفاجئا. إنها منطقة صعبة من العالم. لكنني أُعجبت به حقا. رفعنا العقوبات لأننا أردنا منح سوريا فرصة. لم تكن لديهم أي فرصة طالما أن العقوبات سارية".