وزيرا الخارجية الأمريكي والصيني في ماليزيا
التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بنظيره الصيني وانغ يي في ماليزيا، اليوم الجمعة، وذلك على هامش اجتماعات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومن المتوقع أن يثمر اللقاء عن حل العديد من الخلافات بين بكين وواشنطن.
يأتي الاجتماع في ظلّ خلافات تباعد بين واشنطن وبكين حول قضايا عديدة تشمل التجارة والفنتانيل وتايوان والتكنولوجيات المتطورة، فضلًا عن التطرق للحديث عن أوكرانيا حيث يتهم الأميركيون الصينيين بدعم آلة الحرب الروسية في هذا البلد.
الملفات المطروحة على طاولة حوار الوزيران
ومن أبرز الملفات التي سيناقشها وزيري الخارجية الأمريكي والصيني ما تعتبرها واشنطن نشاطات صينية استفزازية قرب الجزر الصغيرة المتنازع عليها مع دول أعضاء في رابطة آسيان، وتطالب الصين بالسيادة على الغالبية العظمى من الجزر والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي حيث تنازعها في ذلك دول أخرى (الفيليبين، وفيتنام، وماليزيا، وبروناي).
وتصف الولايات المتحدة الصين بأنها تهديد، في المقابل تدعو بكين واشنطن إلى الحفاظ على علاقات سلمية قائمة على الشراكة.
إقرأ أيضًا
وزيرا خارجية أمريكا وروسيا فى ماليزيا
وزيرا خارجية مصر وإريتريا يتباحثان هاتفيا حول البحر الأحمر
تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية
تتزامن زيارة روبيو إلى كوالالمبور مع تكثيف تهديدات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بفرض رسوم جمركية إضافية على شركاء بلاده التجاريين، وسيكون هذا أول اجتماع مباشر بين وزيري خارجية البلدين منذ أصبح روبيو وزيرا للخارجية في يناير الماضي من هذا العام 2025.
ويُعرف روبيو، بشخصيته البارزة في المشهد السياسي الأميركي، وموقفه الحازم تجاه الحكومة الصينية، لكن روبيو سعى لطمأنة دول جنوب شرق آسيا بقوله إنها قد تستفيد من نسب "أفضل" من بقية العالم.
الرئيس الأميركي يهدد بفرض رسوم جمركية على أكثر من 20 بلدا
حذّر الرئيس الأميركي من إمكانية فرض رسومًا جمركية على أكثر من 20 بلدا، خصوصًا في آسيا، إذا لم تتوصل هذه الدول إلى اتفاقات مع واشنطن بحلول الأول من أغسطس.
من جهته، قال وانغ يي خلال اجتماع مع نظيره التايلاندي ماريس سانغيامبونغسا، أن الولايات المتحدة تستغل الرسوم الجمركية وتقوض نظام التجارة الحرة وتعطل استقرار سلسلة التوريد العالمية، مؤكدًا على أن منطقة جنوب شرق آسيا ستقاوم الأحادية والترهيب، وذلك بحسب بيان أصدرته وزارته اليوم.
الصين تتهم واشنطن بحرمان المنطقة من حقها في التنمية
اتهم الوزير الصيني "وانغ يي" نظيره الكمبودي براك سوخون، واشنطن بأنها تحرم المنطقة من حقها المشروع في التنمي، وذلك خلال اجتماعه الخميس.
علاقات متوترة بين الصين والولايات المتحدة
تصاعدت التوترات بين الصين والولايات المتحدة منذ الجولة الحالية لرئاسة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وعودته إلى البيت الأبيض مرة آخرى، وبذريعة مكافحة العجز التجاري الأميركي مع الصين، بدأ دونالد ترامب حملة اقتصادية على دول صديقة ومعادية، خصوصا الصين التي فرض عليها رسوما جمركية باهظة.
واتّفقت الصين والولايات المتحدة على هدنة في حربهما التجارية وعلى خفض الرسوم الجمركية المتبادلة، وبالإضافة إلى التجارة تشكل قضية تايوان التي ترزح تحت ضغوط عسكرية واقتصادية من بكين، إحدى نقاط التوتر الرئيسية.
وتشدد الصين على رغبتها في توحيد الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 مليون نسمة مع بقية أراضيها، وأن ذلك سيتم بالقوة إذا لزم الأمر كما هو الحال مع معظم الدول التي لا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع تايوان، إلا إنها مزودها الرئيسي للأسلحة، وقد أبدت دعما متزايدا في السنوات الأخيرة في مواجهة السلطات الصينية، وهي مسألة تُثير غضب بكين.
استفزازات الولايات المتحدة للصين
ووجه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أصابع الاتهام للصين أواخر في مايو بالتحضير لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائلًا إن بكين تتدرب يوميا على غزو تايوان.
وانتقدت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة لاستخدام مسألة تايوان من أجل احتواء الصين ودعت واشنطن إلى عدم "اللعب بالنار" في هذه القضية، جاء ذلك في ردًا على الاستفزازات السابقة.