حريق سنترال رمسيس يفضح التيكتوكر والبلوجر وينصف العلماء

أثار حريق سنترال رمسيس، الذي وقع مؤخرًا في قلب القاهرة، حالة من الذعر، لكنه أيضًا كشف عن ما هو أعمق من مجرد خلل فني أو طارئ عارض، وفي خضم الحدث، ظهرت فجوة حقيقية بين من يتصدرون المشهد الإعلامي من مؤثري السوشيال ميديا، وبين الكوادر العلمية والهندسية المتخصصة التي تعاملت مع الكارثة.

صمت المؤثرين وتحرك المتخصصين
مع انتشار ألسنة اللهب والدخان في سماء وسط القاهرة، غاب التيكتوكر والبلوجرز الذين اعتادوا احتلال الشاشات والمنصات بالآراء والتعليقات الساخنة، واختفوا فجأة أمام جدية الموقف وحجم المسؤولية، وفي المقابل، تقدم مهندسو الاتصالات، وفرق الدفاع المدني، وخبراء الأمن الصناعي، ليتعاملوا مع الحريق بشكل علمي ومنهجي.
ومع ذلك لم يتوقف بعض المؤثرين في استغلال الحدث لبث محتوى ترفيهي أو نظريات مؤامرة سطحية، ما أثار استياء الرأي العام، خاصة في ظل محاولات الدولة إعادة الاتصالات بسرعة للمواطنين بعد تعطل الخدمة جزئيًا.
وقال أحد المتابعين على فيسبوك: في الأزمات يظهر من يستحق الاحترام، شكرًا للعلماء والمتخصصين، لا للمتاجرين بالتريند.

أقرأ أيضًا:
المسكوت عنه في حريق سنترال رمسيس، الكشف عن 5 أسرار تحيط بالحادث
هل البنوك تعمل اليوم؟، مدى تأثير حريق سنترال رمسيس على الأنظمة المالية
الحدث يعيد ترتيب المشهد، احترام حقيقي لأصحاب التخصص
ما حدث في سنترال رمسيس أعاد الاعتبار للعقل والخبرة والتخصص، بعد سنوات من صدارة التيكتوكر والبلوجر للمشهد الإعلامي والاجتماعي، فقد شاهدنا مهندسين وفنيين ببدل العمل، يغامرون بحياتهم، ويعملون تحت ضغط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في وقت غاب فيه أصحاب اللايف والتريند الحقيقيون عن الميدان.
واتضح من هذا الحدث عدد من الحقائق التي غابت عن المجتمع خلال الفترة الماضية، إذ أصبح الحديث بعيد كل البعد عن التعليم وأصبح الصدارة لمن يستطيع أن يحصل على مشاهدات وأموال أكثر حتى ولو كانت الطريقة هي "اللاشئ"، فكشفت الأزمة عن زيف بعض المؤثرين، الذين لا يتقنون إلا الحديث في الرفاهية والاستهلاك، وأعادت تسليط الضوء على ضرورة تقدير أصحاب الكفاءات العلمية والفنية، كما أكدت على أهمية أن يكون للمجتمع نماذج يحتذى بها في العمل الحقيقي، لا في الاستعراض.

آن الأوان لتغيير البوصلة
لم يكن حريق سنترال رمسيس مجرد كارثة تقنية، بل كان اختبارًا مجتمعيًا كشف من يعمل بجد ومن يعيش على الشهرة الزائفة، آن الأوان أن ينال العلماء والمهنيون تقديرهم الحقيقي، وأن يتوقف المجتمع عن ملاحقة الوجوه الزائفة التي تصنع شهرتها على حساب الفراغ والسطحية.