هل يجوز الاحتفال بمولد آل البيت وأولياء الله وإحياء ذكراهم وطلب المدد؟
هل يجوز الاحتفال بمولد آل البيت، تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين، إذ يزداد البحث حول هل يجوز الاحتفال بمولد آل البيت، خاصةً مع اقتراب المولد النبوي الشريف.
هل يجوز الاحتفال بمولد آل البيت ومولد النبي
أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من أفضل الأعمال وأعظم القربات، إذ يعبر عن الفرح والحب للنبي، وهذا من صميم الإيمان، واستشهدت الدار بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سن لنا الشكر على نعمة ميلاده، فكان يصوم يوم الإثنين ويقول: "ذلك يوم ولدت فيه".
أقرأ أيضًا:
هل يجوز الحصول على قرض المصيف ؟ ، رد صادم من داعية أزهري
هل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا؟، دار الإفتاء توضح
وأوضحت دار الإفتاء أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم أمر مشروع ومرغوب فيه شرعًا، لما فيه من التأسي بسيرتهم والسير على نهجهم، واستشهدت الدار بقوله تعالى: "واذكر في الكتاب مريم"، مشيرة إلى أن مريم عليها السلام كانت صديقة وليست نبية، ما يدل على جواز تذكر الصالحين عمومًا، كما ذكرت الآية الكريمة "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ"، مبينة أن من أيام الله أيام الميلاد التي شهدت نعم الإيجاد، وهي من أعظم النعم لأنها كانت بداية لسائر النعم التي ينالها الإنسان.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم يمثل إشراقة للرحمة الإلهية على العالم، وقد وصفه القرآن الكريم بأنه "رحمة للعالمين"، وهذه الرحمة لم تقتصر على الزمان الذي عاش فيه النبي، بل تمتد إلى جميع الأجيال عبر التاريخ "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ"، وتشمل رحمته صلى الله عليه وسلم تزكية النفوس، وتعليم الناس، وهدايتهم، وتربيتهم روحيًا وماديًا، وهو ما يجعل ذكرى مولده مناسبة عظيمة للتأمل والشكر.
حكم تحديد أيام لإحياء الذكرى
أكدت دار الإفتاء أنه لا بأس من تحديد أيام معينة يحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين وآل البيت، طالما يتم ذلك من خلال ألوان الطاعات والذكر والسير على طريقهم، مشددة على أن ما قد يحدث من مظاهر سلبية أو منكرات في بعض هذه المناسبات لا يبطل مشروعية أصل الاحتفال، بل ينكر المنكر ويبقى على الأصل المشروع، ودعمت دار الإفتاء رأيها بتكريم القرآن ليوم الميلاد، كما ورد على لسان عيسى عليه السلام "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ"، وبينت أن يوم الميلاد شهد نعمة الإيجاد، وهي سبب في حصول الإنسان على بقية النعم، ما يجعل تذكره والتذكير به بابًا من أبواب شكر الله عز وجل.
