الطلاق الوهمي، بين الحرام دينًا ودنيا
انتشر مؤخرًا ظاهرة غريبة أُطلق عليها "الطلاق الوهمي"، فيه يتم الطلاق بين الزوجين رسميًا على الورق ولكنهما يتزوجان بشكل عُرفي وذلك بهدف أن تحصل تستمر الزوجة في حصولها على معاش المُطلقات، ويتم ذلك بتقديم ورقة الطلاق إلى الشؤون الاجتماعية للحصول على معاش "تكافل وكرامة".
الطلاق الوهمي في الشرع
وفي هذا الإطار، أكد الشيخ أشرف عبد الجواد، أحد علماء وزارة الأوقاف بشأن ظاهرة الطلاق الوهمي أن هذا التصرف حرام ولا يجوز وأن الموضوع أصبح ظاهرة منتشرة؛ حيث يتفق الزوجان على أن يتم الطلاق بينهما صوريًا بشكل رسمي وتستمر الحياة بينهما بزواج عرفي وذلك من أجل الحصول على معاش، سواء كان من ناحية الأب أو من ناحية الأم".
إقرأ أيضًا
ما حكم منع الرجل من رؤية أولاده بعد الطلاق؟، خالد الجندي يجيب
على 3 مراحل.. اعرف كيف تحقق دار الإفتاء في وقوع الطلاق من عدمه
أسباب تحريم الطلاق الوهمي
أوضح أن أسباب حُرمانية الطلاق الوهمي حديث رسول الله ﷺ والذي نص على هذا المعنى أنَّه يَحرُم على المرأة أن تطلب الطلاق من زوجها ما دام يعاملها معاملة إسلامية محترمة، ويقوم برعاية البيت والأولاد، وغير مقصِّر في مصروف البيت، إذ قال رسول الله ﷺ:"أيُّما امرأةٍ سألت زوجَها طلاقَها في غيرِ ما بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ."
وأضاف يحرم على المرأة هذا التصرف الذي يندرج تحت حكم أكل أموال الناس بالباطل، لقول الله تعالى "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ".
وأكد الشيخ أشرف أن حين تلجأ المرأة إلى هذا التصرف، فإنها بذلك تأكل أموال الناس بالباطل، وهذا مال عام أشدُّ حرمةً من المال الخاص؛ لأنه من المفترض أن هناك من هو أولى منها وأحق بالحصول على هذا المال، كالمطلقة بالفعل أو من تُوفي عنها زوجها".
وأشار إلى وجود سبب آخر لحرمة هذا التصرف وهو أن المرأة ما دامت في عصمة رجل فإنه يصبح المسؤول بشكل كامل عن الإنفاق عليها وعلى على هذه الأسرة لقوله تعالى “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ”، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم “كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يَقُوت” .
كيفية التصدي لظاهرة الطلاق الوهمي
تطرق الشيخ أشرف عبد الجواد لحلول للتصدي لظاهرة الطلاق الوهمي بدلًا من أن يلجأ الزوجان لهذا التصرف المشين الذي سوف يكون سببا في أكلهم لمال حرام، مؤكدًا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي حذرنا فيه من ذلك فقال “كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ”.
وأردف قائلًا أن مثل هذا التصرف قد يؤدي إلى اتكال الرجل على هذا الأمر وعلى المرأة وربما ترك العمل نهائيا أو ترك الانفاق على البيت لذلك فإن الحلول التي تناسب هذه الظاهرة هي:
- الاستعانة بالله عز وجل وحسن التوكل على الله عز وجل وإحسان الظن بالله.
- الأخذ بالأسباب الشرعية في السعي على الرزق والجد والاجتهاد في العمل.
- سعي الزوج في البحث على عمل آخر لتوافر المعيشة أو بحث الزوجة عن عمل لتساعد زوجها في نفقات البيت وفي هذا الإطار عملت السيدة أسماء بنت أبي بكر زوج الزبير بن العوام مع زوجها وكانت تسقي له النخلة وتحمل النوى.