«تيك توك» على وشك صفقة أمريكية ضخمة، ترامب يعلن الموعد النهائي ويفصح عن المشترين قريبًا

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن اتفاق مبدئي لبيع أعمال المنصة داخل البلاد، وسط ضغوط متزايدة لفصل ملكيتها عن الصين قبل الموعد النهائي المحدد في سبتمبر المقبل.
صفقة قيد التبلور وترامب: "سأعلن التفاصيل قريبًا"
قال الرئيس دونالد ترامب، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن هناك اتفاقًا أوليًا تم التوصل إليه مع مجموعة من المستثمرين الأمريكيين – وصفهم بأنهم "من الأثرياء جدًا" – لشراء عمليات تيك توك في الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب: "لدينا مشترك لتيك توك، وأعتقد أننا سنحتاج إلى موافقة الصين على ذلك، وأظن أن الرئيس شي سيوافق على الأرجح."، وصرح بأنه سيكشف عن تفاصيل الصفقة المرتقبة خلال أسبوعين، ملمحًا إلى أن الإعلان الرسمي قد يتضمن أسماء المستثمرين المشاركين وبعض ملامح الاتفاق.
المهلة الأخيرة من الحكومة الأمريكية: 17 سبتمبر
تمتد الأزمة بين شركة "بايت دانس" الصينية المالكة لتطبيق تيك توك والحكومة الأمريكية منذ عدة شهور، حيث تطالب واشنطن بفصل عمليات المنصة في السوق الأمريكي عن الصين لأسباب تتعلق بـ"الأمن القومي".
وأكد ترامب أن الموعد النهائي لإنهاء المفاوضات وإتمام البيع هو 17 سبتمبر 2025، وهو الموعد الذي تأجل ثلاث مرات منذ يناير، ما يعكس حساسية الموقف وتعقيد تفاصيل الصفقة.
خوارزمية تيك توك على رأس المفاوضات
تدور المفاوضات حول عدة نقاط حساسة، أبرزها خوارزمية تيك توك الشهيرة التي تُعد العمود الفقري للتطبيق في تخصيص المحتوى للمستخدمين، وهذه الخوارزمية مُدرجة ضمن قائمة الخوارزميات الاستراتيجية المحظور تصديرها في الصين، ما يعني أن نقل ملكيتها لأي طرف أجنبي يتطلب موافقة حكومية صينية.

وبحسب مراقبين، فإن هذه النقطة قد تعيق إتمام الصفقة أو تتسبب في إفراغها من مضمونها إذا لم تشمل الخوارزمية الأساسية.
الحكومة الصينية قد تعرقل الصفقة
وفي وقت سابق، أعلنت بكين اعتراضها المبدئي على بيع تيك توك لأي جهة أمريكية، واعتبرت ذلك "ابتزازًا سياسيًا".
ويأتي هذا في ظل تجدد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، خاصة بعد أن أعاد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة في أبريل 2025 على عدد من المنتجات الصينية، ما يعزز احتمالات أن الحكومة الصينية قد ترفض منح الموافقة على الصفقة، أو تضع شروطًا صارمة تتعلق بالبيانات أو الخوارزميات.
من هم المشترون المحتملون؟
حتى الآن، لم يتم الكشف رسميًا عن هوية المستثمرين المشاركين في الصفقة، لكن مصادر قريبة من الملف ترجّح أن يكون بينهم:
- رجال أعمال أمريكيون بارزون في قطاع التكنولوجيا.
- بعض المستثمرين الحاليين في تيك توك.
- صناديق استثمار أمريكية تسعى إلى السيطرة على حصة كبيرة في السوق الرقمي.
ومن غير المستبعد أن تشمل الصفقة حصة تقترب من 50% من أعمال تيك توك داخل أمريكا، ما يتيح تحكّمًا واسعًا في العمليات المحلية للمنصة.
وحتى الآن، لم تُصدر شركة "تيك توك" أي تعليق رسمي على تصريحات ترامب أو على مصير الصفقة، كما لم تؤكد أو تنفي نيتها التفاوض حول بيع أعمالها في الولايات المتحدة.
ويرى محللون أن صمت الشركة قد يعزى إلى انتظار قرار رسمي من الحكومة الصينية أو لرغبتها في حماية موقفها التفاوضي في ظل التصعيد السياسي.
هل تنجو تيك توك من الحظر الأمريكي؟
في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي في 17 سبتمبر، فإن تيك توك مهددة بالحظر الكامل داخل الولايات المتحدة، وهو سيناريو يهدد بخسارة المنصة لسوق ضخم يضم أكثر من 150 مليون مستخدم نشط شهريًا.
لكن في حال تمت الصفقة ووافقت عليها الصين، فإن ذلك قد يفتح صفحة جديدة لعلاقة تيك توك مع السوق الأمريكي، وربما يُشكل نموذجًا جديدًا للتعامل مع شركات التكنولوجيا الأجنبية في ظل التوترات الجيوسياسية.
وما بين ضغوط واشنطن وتشدد بكين، تتجه أنظار العالم إلى مصير صفقة تيك توك داخل الولايات المتحدة. ومع اقتراب الموعد الحاسم، تبدو الأيام القادمة حاسمة في تحديد مستقبل واحدة من أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم.