توقعات سعر الدولار بعد انتهاء حرب إيران 2025، خبير يوضح
قال الدكتور هاني جنينة، الخبير الاقتصادي والمحلل المالي، إن السعر العادل للجنيه المصري مقابل الدولار يقدر حاليًا بنحو 46 إلى 47 جنيهًا، بناءً على نظرية تعادل القوة الشرائية، التي تقيس الفارق بين أسعار السلع في مصر والولايات المتحدة على مدار 40 عامًا.
وأضاف “جنينة” خلال لقائه ببرنامج الصنايعية المذاع على قناة الشمس، أن تحليل بيانات الاقتصاد المصري باستخدام هذه النظرية يظهر أن الجنيه قريب حاليًا من قيمته العادلة، وهو ما يعتبر مؤشرًا مطمئنًا على استقرار السوق.
توقعات سعر الدولار بعد انتهاء حرب إيران 2025
وأوضح أن الدولار وصل إلى مستوى 51 جنيهًا في السوق، لكن هناك مؤشرات تدعو إلى التفاؤل بشأن تحسن الجنيه المصري في الفترة المقبلة، موضحًا أنني ما زلت متفائلًا وأتوقع أن ينخفض إلى 48 جنيهًا خلال الشهرين المقبلين.
وعن سبب اختياره هذا الرقم بالتحديد، أوضح أن توقعاته مبنية على تحليلات اقتصادية تتعلق بسعر الصرف الحقيقي والعادل للجنيه، إلى جانب بعض العوامل المرتقبة خلال الشهرين القادمين، والتي قد تدعم تحسن الجنيه.
خبير يوضح: المعروض النقدي يؤثر على قيمة الجنيه
وأوضح أن من أبرز العوامل التي تؤثر على سعر الصرف في مصر هو زيادة المعروض من الجنيه مقارنة بالمعروض من الدولار، أي وجود كمية كبيرة من الجنيه تطارد عددًا محدودًا من الدولارات، ما يؤدي إلى الضغط على سعر الصرف وارتفاع الدولار.
ولتبسيط هذه الصورة، ضرب مثالًا بسعر اللبن في أمريكا يقدر قيمته بدولار واحد مقارنة بسعره في مصر قرابة 47 جنيهًا، مؤكدًا أن وجود هذا الفارق يعكس نوعًا من التشوه المؤقت في سعر الصرف.
سياسات أمريكا تضعف الدولار رغم ارتفاع الفائدة
وأشار “جنينة” إلى أن الدولار يواجه ضغطًا عالميًا حاليًا، بسبب ما وصفه بـ السياسات الاقتصادية الخاطئة للولايات المتحدة، وعلى رأسها الحرب التجارية وفرض الجمارك على الشركاء التجاريين مثل الصين وأوروبا، وهو ما خلق أزمات متبادلة.
وأوضح أن العائد المرتفع على أذون الخزانة الأمريكية نحو 4.5% لم ينجح في الحفاظ على قوة الدولار، لأن ثقة المستثمرين تراجعت، ما جعل الدولار في أضعف حالاته منذ عام 2021، رغم الفائدة المرتفعة، وهو أمر نادر الحدوث.
اتفاقيات المقايضة وتراجع الاعتماد على الدولار
وتحدث عن اتفاقيات المقايضة التي بدأت تظهر في التعاملات بين مصر ودول أخرى مثل روسيا، حيث يتم التبادل بالروبل أو العملة المحلية بدلاً من الدولار، ما يقلل الاعتماد عليه عالميًا ويخفف الضغط على سوق الصرف المصري.
تحسن مرتقب للجنيه أمام الدولار
أشار جنينة إلى أن الجنيه المصري بدأ في التحسن أمام اليورو منذ بداية 2025، حيث انخفضت قيمته أمام العملة الأوروبية بنسبة 11%، مما جعل المنتجات المصرية أكثر تنافسية في منطقة اليورو، وهو ما يتوقع أن ينعش الصادرات المصرية في قطاعات مثل المنسوجات والسيراميك.
البنك المركزي وبيئة جاذبة للاستثمار
وأشاد بسياسة البنك المركزي المصري، موضحًا أنه أبقى أسعار الفائدة مرتفعة، ثم بدأ بخفض تدريجي بلغ 3%، ما يجعل البيئة الاستثمارية في مصر أكثر جذبًا لرؤوس الأموال الأجنبية، خاصة في ظل استقرار الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة، وعودة النشاط لقناة السويس.
وختم الدكتور هاني جنينة حديثه بالتأكيد على أن المستثمرين الدوليين بدأوا يلاحظون تحسنًا في المؤشرات الاقتصادية لمصر، ومع تراجع التوترات في المنطقة وزيادة الثقة في الاقتصاد المصري، فإن تدفقات الاستثمار مرشحة للارتفاع خلال النصف الثاني من 2025.
