مومياء عمرها ألف عام تُكتشف في بيرو أثناء أعمال حفر خط غاز

أعلنت شركة "كاليدا" المشغلة لمشروعات الغاز في بيرو عن العثور على مومياء يقدر عمرها بأكثر من ألف عام، وذلك أثناء تنفيذ أعمال تمديد أنابيب الغاز الطبيعي في ضاحية بونتي شمال العاصمة ليما.
وأكدت الشركة، في بيان رسمي، أن الموقع يرجح أن يكون مقبرة أثرية تعود إلى حضارات ما قبل الإنكا، وتحديدًا إلى ثقافة شانكاي التي ازدهرت قبل ظهور الإمبراطورية الإنكاوية.
جذع شجرة "هوانرانجو" كان مفتاح الاكتشاف
بدأ الاكتشاف عندما صادف العمال جذع شجرة هوانرانجو على عمق نحو 20 إنشًا، وهي شجرة تستخدم تقليديًا في بيرو للدلالة على مواقع الدفن القديمة، مما دفع الشركة إلى استدعاء فريق متخصص من علماء الآثار لفحص الموقع.
مومياء طفل مدفونة بوضعية الجلوس
ووفقًا لعالم الآثار البيروفي خيسوس باهاموندي، فإن المومياء تعود لطفل يتراوح عمره بين 10 إلى 15 عامًا، وُجد مدفونًا على عمق 1.2 متر، بوضعية الجلوس، مع ثني الذراعين والساقين، ومغطى بالقماش، كما عثر بجانب الجثمان على قرعيات مجففة من نوع الكالاباش، مما يعزز من أهمية الطقوس الجنائزية في تلك الحقبة.
أدوات خزفية ورسومات توثق ثقافة شانكاي
لم يقتصر الاكتشاف على المومياء فقط، بل ضم أيضًا مجموعة من الأواني الفخارية المزخرفة، مثل الأطباق، والأباريق، والقوارير، والتي تحمل رسومات لصيادين وأشكال هندسية تعود إلى ثقافة شانكاي، وهي حضارة نشطت بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر الميلاديين، وتعتبر من الثقافات المؤثرة قبل هيمنة الإنكا على المنطقة.

قوانين بيرو تحمي التراث أثناء أعمال البنية التحتية
بيرو تعد من الدول الرائدة عالميًا في حماية التراث الأثري، حيث تلزم القوانين جميع شركات الخدمات مثل الغاز والكهرباء والمياه بالتعاون مع علماء الآثار خلال تنفيذ مشاريعهم، ومنذ عام 2004، ساهمت شركة "كاليدّا" وحدها في الكشف عن أكثر من 2,200 موقع أثري أثناء الحفر.
ليما هي عاصمة تختزن التاريخ
تعرف مدينة ليما بأنها إحدى أغنى المدن الأثرية في أمريكا الجنوبية، حيث تحتوي على أكثر من 500 موقع أثري مسجل، من بينها ما يعرف باسم "هواكا"، وهي مقابر قديمة بلغة الكيتشوا المحلية، مما يجعل كل عملية تطوير عمراني بمثابة فرصة لاكتشاف كنوز مدفونة من الماضي.
بيرو تعيد العالم إلى حضارات ما قبل الإنكا
يعيد هذا الاكتشاف تسليط الضوء على غنى بيرو الثقافي والتاريخي، وعلى ضرورة تحقيق التوازن بين التنمية الحديثة والحفاظ على التراث الإنساني، ويثبت مرة أخرى أن الأرض التي نعيش فوقها قد تخفي تحتها صفحات نادرة من تاريخ البشرية.