الإثنين 23 يونيو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ماذا يعني قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز؟، توقعات بوصول برميل النفط لـ150دولار

إغلاق مضيق هرمز
إغلاق مضيق هرمز

صوت البرلمان الإيراني، أمس، لصالح قرار يقضي بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات المائية في العالم لتجارة النفط والغاز، في تصعيد جديد يأتي على وقع الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران، إلا أن القرار لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

ويمثل مضيق هرمز شريانًا حيويًا للطاقة العالمية، إذ يمر عبره يوميًا نحو 20 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية، ما يعادل نحو 20% من تجارة النفط العالمية. 

وتشير تقديرات مؤسسة "إندبندنت كوموديتي إنتليجنس سيرفيسز" (ICIS) إلى أن نحو 20% من صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية مرت وستمر عبر المضيق خلال عامي 2024 و2025.

رغم تصويت البرلمان، أظهرت بيانات مواقع تتبع حركة السفن وناقلات النفط أن الملاحة في المضيق لا تزال طبيعية حتى الآن، دون تسجيل أي اضطرابات تذكر.

إغلاق مضيق هرمز

تداعيات اقتصادية محتملة

وفي حال تنفيذ قرار الإغلاق، يتوقع أن تتكبد الأسواق العالمية خسائر يومية تُقدّر بمليار دولار من قيمة الإمدادات النفطية، وفق ما أكده علي متولي، الاستشاري الاقتصادي.

وقال متولي في تصريحات صحفية، إن أسعار النفط قد تشهد قفزة فورية إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، مضيفًا أن السعر قد يصل إلى ما بين 120 و150 دولار في حال استمر الإغلاق لفترة طويلة.

من جهته، حذر بنك "غولدمان ساكس" من مخاطر محتملة على أسعار النفط، مرجحاً ارتفاع سعر خام "برنت" مؤقتًا إلى 110 دولار للبرميل إذا انخفضت التدفقات النفطية عبر المضيق إلى النصف لمدة شهر، واستمرت منخفضة بنسبة 10% خلال الأشهر الـ11 اللاحقة.

إيران في قلب التأثير

ورغم تهديداتها المتكررة، قد تكون إيران نفسها من أبرز المتضررين من أي إغلاق فعلي للمضيق، إذ تعتمد على الممر في تصدير قرابة 1.5 مليون برميل يوميًا. 

ووفقًا لبيانات "ستاندرد آند بورز كوموديتي إنسايتس"، فإن استمرار الحرب ووقف صادرات إيران قد يؤديان إلى فقدان كميات كبيرة من المعروض في أسواق تعاني أساساً من توترات في الإمدادات.

وفي تعليق نقلته "رويترز"، أشار نيل روبرتس، رئيس قسم الملاحة البحرية والجوية لدى "لويدز ماركت أسوسييسن"، إلى وجود اعتقاد سائد بأن إيران لن تُقدم على خطوة الإغلاق الكامل للمضيق نظراً لاعتمادها ومصالحها الاقتصادية المرتبطة به.

إغلاق مضيق هرمز

مسارات بديلة محدودة

على الرغم من المخاطر، تحتفظ دول الخليج ببدائل محدودة لتجاوز المضيق. من بين أبرز هذه البدائل:

  • خط أنابيب شرق–غرب السعودي، الذي يربط شرق المملكة بغربها على البحر الأحمر، بطاقة تصل إلى 7 ملايين برميل يوميًا، إلا أنه لا يعمل بكامل طاقته.
  • خط أنابيب الفجيرة في الإمارات، الذي يتجاوز مضيق هرمز مباشرة باتجاه خليج عمان، ويستطيع تصدير 1.5 إلى 1.8 مليون برميل يوميًا.
  • خط كركوك العراقي نحو تركيا، المتوقف منذ أكثر من عامين وتعمل بغداد حالياً على إعادة تشغيله.
  • خط التابلاين التاريخي الذي يربط السعودية بأوروبا عبر الشام، لكنه خرج من الخدمة منذ سنوات طويلة.

ويشير متولي إلى أن البدائل لا تزال محدودة، ولا يمكن أن تستوعب كامل الطاقة التي تمر عبر المضيق بسهولة، مضيفًا أن دول المنطقة بدأت فعليًا في تنفيذ خطط طوارئ تشمل تخزين الديزل واستخدام بدائل طاقة في المصافي والمنشآت الصناعية.

تم نسخ الرابط