عراقجي: مستمرون في الحرب ولا مفاوضات مع أمريكا دون وقف الهجمات الإسرائيلية على إيران

أطلق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تصريحات نارية، أعرب فيها عن تزايد الشكوك الإيرانية تجاه نوايا الولايات المتحدة، خاصة في ظل الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، والتي جاءت قبيل محادثات دبلوماسية مرتقبة مع واشنطن.

وتصريحات عراقجي جاءت خلال مقابلة مع شبكة "NBC News" الأميركية من جنيف، عقب اجتماعات مع مسؤولين أوروبيين.

عراقجي: الهجوم الإسرائيلي نسف الثقة بالدبلوماسية

اتهم عراقجي الولايات المتحدة باستخدام المحادثات الدبلوماسية كـ"غطاء" لشن هجوم جوي إسرائيلي على أهداف إيرانية، مشددًا على أن ما حدث "خيانة واضحة للدبلوماسية"، وقال: "ربما كان لديهم هذه الخطة في أذهانهم واحتاجوا فقط إلى المفاوضات لتغطيتها. لا نعرف كيف يمكننا أن نثق بهم بعد الآن".

وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالبة بإثبات جدّيتها في التفاوض، خاصة بعد أن حددت واشنطن مهلة أسبوعين للوصول إلى اتفاق.

إيران ترفض التفاوض في ظل استمرار العدوان

أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لن تدخل في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت الهجمات الإسرائيلية مستمرة. وقال: "لسنا مستعدين للتفاوض معهم بعد الآن، طالما استمر العدوان".

كما أشار إلى أن إيران على استعداد للعودة إلى الطاولة، بشرط واحد: إيقاف الغارات الإسرائيلية فورًا.

إيران ترفض التخلي عن تخصيب اليورانيوم

رفض عراقجي مطلب الرئيس الأميركي بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، مؤكدًا أنه أمر غير قابل للنقاش، وقال: "قلت للمبعوث الأميركي إن التخصيب الصفري مستحيل. إنه حق مشروع، وإنجاز علمائنا، وهو مسألة فخر وكرامة وطنية".

انتقادات للمبعوث الأميركي: الوعود لم تنفذ

وجه عراقجي انتقادات واضحة للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، مشيرًا إلى أنه "رجل نبيل" لكنه فشل في الالتزام بتعهداته، وأضاف: "غير كلامه في كل مرة التقينا فيها، ربما لأنه لا يستطيع تنفيذ ما وعد به. وهذا ما أدى إلى انعدام الثقة بيننا".

وأوضح أن الاتصال لا يزال قائمًا مع ويتكوف، ولكن عبر رسائل مباشرة وغير مباشرة.

تحذير من رد إيراني إذا شاركت أمريكا في الهجمات

أوضح عراقجي أن إيران ستعتبر أي مشاركة أميركية في الهجمات الجوية بمثابة إعلان حرب مباشر، وسترد بالمثل، وقال: "عندما تكون هناك حرب، من الطبيعي أن يهاجم الطرفان بعضهما، والدفاع عن النفس حق مشروع".

وأضاف بوضوح: "إذا انضمت الولايات المتحدة لإسرائيل، فستكون هدفًا للرد الإيراني".

تهديدات إسرائيلية للمرشد الإيراني: "لن ينجحوا"

ردًا على تهديدات إسرائيلية باستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، قال عراقجي إن ذلك سيكون "أكبر جريمة" ترتكبها إسرائيل، لكنه استبعد حدوثها، واعتبر تصريحات ترامب عن معرفة مكان المرشد "إهانة أكثر منها تهديدًا"، وأضاف: "أنا مندهش من أن يتحدث رئيس قوة عظمى بهذا الشكل".

شروط إيران للعودة إلى الدبلوماسية

وضع عراقجي شرطًا واضحًا لاستئناف المحادثات مع واشنطن: "إذا كان الأميركيون جادين، فكل ما يحتاجونه هو مكالمة من واشنطن إلى تل أبيب لإيقاف الغارات".

وأكد أن إيران مستعدة للحوار، لكنها لن تقبل أن يكون السلام مجرد غطاء للعدوان العسكري.