حرب إيران وإسرائيل تشعل أسعار الذهب خلال أسبوع، قفز نحو 300 جنيه

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي حالة من التذبذب الحاد خلال الأيام القليلة الماضية، بالتزامن مع تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط إثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، وهو ما دفع المستثمرين عالميًا نحو الملاذات الآمنة.
أسعار الذهب خلال أسبوع من الحرب بين إيران وإسرائيل
شهدت أسعار المعدن النفيس ارتفاعًا كبيرًا خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية، مقارنة باليوم السابق لبدء الصراع، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 قيمة 4670 جنيه يوم الخميس السابق للمنازعات.
ومع بداية اندلاع الحرب، يوم الجمعة الماضي، سجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4845 جنيه، ليقفز بعدها مدفوعًا بحالة القلق في الأسواق العالمية إلى ذروته يوم الأحد عند 4930 جنيه للجرام عيار 21، في ظل موجة شراء مكثفة للمعدن الأصفر.

وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.6% لتصل إلى 3457 دولار للأونصة يوم الجمعة، مدعومة بتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
وظلت الأسعار عند مستويات مرتفعة قاربت 3400 دولار للأونصة خلال الأيام الأولى من النزاع، قبل أن تنخفض اليوم إلى 3370 دولار، متجهة لتسجيل أول خسارة أسبوعية في ثلاثة أسابيع، عقب قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير وسط ضبابية في توقعات التضخم.
وقال لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، إن السوق المحلية تعيش حالة من الترقب والقلق وسط ما وصفه بـ"المجهول المخيف"، في إشارة إلى تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، وتداعياتها الاقتصادية المحتملة على المنطقة بأكملها.
وأضاف منيب في تصريحات صحفية، أن الارتفاع القوي في أسعار الذهب كان متوقعًا في ظل هذه التوترات، مشيرًا إلى إمكانية تجاوز المعدن الأصفر لكافة التوقعات السعرية في حال استمرار التصعيد العسكري.

إلا أن الارتفاع لم يدم طويلًا، إذ بدأت الأسعار موجة تراجع جديدة اعتبارًا من يوم الاثنين، ليهبط عيار 21 إلى 4850 جنيه، قبل أن يواصل الانخفاض حتى سجل 4775 جنيه للجرام وقت كتابة التقرير.
إلى أين سيصل الذهب خلال العام الجاري
وأرجع منيب هذا التراجع إلى انخفاض سعر صرف الدولار في السوق المحلية، حيث تراجع من مستوى 51 جنيهًا إلى نحو 50.21 جنيه، إلى جانب استقرار نسبي في أسعار الذهب العالمية.
وأوضح أن أسعار الذهب في السوق المحلي تتحدد وفق عاملين رئيسيين: سعر أوقية الذهب عالميًا، وسعر صرف الدولار أمام الجنيه، مشيرًا إلى أن أي تغير في أحد العاملين ينعكس سريعًا على الأسعار المحلية.
ورغم التراجع الحالي، تظل التوترات في المنطقة عامل دعم قوي لأسعار الذهب، وسط توقعات باستمرار الاتجاه الصعودي للمعدن خلال العام الجاري.
ووفقًا لتقارير "رويترز"، فإن مؤسسات مالية كبرى مثل "يو بي إس" و"ساكسو بنك" ما تزال متفائلة بشأن أداء الذهب في 2025، خاصة إذا استمر التصعيد الجيوسياسي بنفس الوتيرة الحالية.