وزير مالية إسرائيل "يفقد عقله" ويطالب دول الخليج وأوروبا بدفع تكاليف الحرب ضد إيران

طالب وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي يتسائيل سموتريتش دول الخليج العربي، إضافة إلى ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، بتحمل جزء من تكاليف الحرب الإسرائيلية ضد إيران، ولو من الجانب الاقتصادي على الأقل، وفق ما أوردته القناة 14 العبرية.
هذه الدعوة اعتبرها مراقبون أن وزير مالية إسرائيل “فقد عقله” فقد جاءت في وقت حرج يثير مخاوف دولية وإقليمية من اتساع رقعة الحرب وتأثيرها على أمن الطاقة والاستقرار الجيوسياسي.
أزمة مالية داخل إسرائيل قد تعجل بتوسيع الصراع
وكشف مصدر في وزارة مالية الاحتلال أن الميزانية المخصصة للعمليات العسكرية في غزة باتت على وشك النفاد، وأوضح أنه لم يتبق سوى أسابيع قليلة من الموارد المالية لاستمرار القتال.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الحكومة الإسرائيلية ستجبر على اتخاذ قرارات مالية صعبة، مثل تقليص الأموال المخصصة للائتلافات الحزبية.
والمصدر نفسه أشار إلى أن تكلفة الجندي الاحتياطي تصل إلى 1600 شيكل يوميًا، بينما تتجاوز وزارة الأمن والجيش بالفعل الميزانية المقررة منذ بداية العام، مما يزيد الضغط المالي على الحكومة.
لقاء سري بين إيران والسعودية قبل الهجوم الإسرائيلي
وقبل 48 ساعة فقط من الهجوم الإسرائيلي على طهران، اجتمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في النرويج، في لقاء وصف بأنه محاولة أخيرة لإنقاذ المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
السعودية حذرت إيران خلال اللقاء من خطط إسرائيل للهجوم، داعية طهران إلى الإسراع في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن. لكن الهجوم الإسرائيلي المفاجئ نسف هذه الجهود، وأدخل المنطقة في حالة توتر غير مسبوقة.

دول الخليج بين تهدئة التوتر والمخاوف من الاستهداف
دول الخليج العربي، التي كانت قد عرضت استثمارات بمليارات الدولارات في إيران لتحفيزها على العودة للاتفاق النووي، تجد نفسها اليوم أمام مأزق حقيقي، فقد تتعرض منشآتها النفطية لاستهداف مباشر من إيران أو وكلائها في حال تصاعدت الحرب، خصوصًا مع الانتشار العسكري الأميركي في المنطقة.
وبالرغم من الترحيب "الضمني" من بعض دول الخليج بتراجع نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران بعد 7 أكتوبر، إلا أن التصعيد الحالي أثار مخاوف حقيقية من امتداد الحرب إلى أراضيها.
مخاطر إغلاق مضيق هرمز وتأثيراته الاقتصادية
يمثل مضيق هرمز شريانًا حيويًا لتصدير النفط العالمي، حيث يمر عبره أكثر من 20 مليون برميل يوميًا. وفي حال قررت إيران إغلاقه ردًا على الهجمات، قد ترتفع أسعار النفط عالميًا إلى أكثر من 130 دولارًا للبرميل، وفق توقعات بلومبرغ إيكونوميكس.
وهذا السيناريو سيكون له تأثير مدمر على الاقتصاد العالمي، وعلى وجه الخصوص على دول الخليج، التي تعتمد على استقرار صادرات الطاقة لضمان نموها الاقتصادي.
تواجد عسكري أميركي كثيف في الخليج يزيد من المخاطر
ومع وجود أكثر من 45 ألف جندي أميركي موزعين على 19 قاعدة عسكرية في المنطقة، فإن أي مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران ستجعل دول الخليج في قلب الصراع العسكري المحتمل.
من أبرز مواقع القوات الأميركية:
- قاعدة العديد في قطر
- الأسطول الخامس في البحرين
- قاعدة الأمير سلطان في السعودية
- انتشار واسع في الإمارات والكويت

تداعيات اقتصادية وجيوسياسية تهدد خطط التنمية الخليجية
وفق تقرير صادر عن "S&P Global"، فإن تداعيات التصعيد الحالي تشمل:
- اضطرابات محتملة في طرق النقل البحري
- تقلب في أسعار الطاقة
- انخفاض متوقع في السياحة
- تراجع في تدفقات رؤوس الأموال
- ارتفاع الإنفاق العسكري
- ضعف ثقة المستثمرين والمستهلكين
مخاوف من استهداف محطة "بوشهر" وتلوث الخليج
يشعر قادة الخليج بالقلق من أن تقوم إسرائيل بقصف محطة "بوشهر" النووية الإيرانية الواقعة على الخليج العربي، ما قد يؤدي إلى تلوث إشعاعي يهدد مصادر مياه الشرب، لا سيما مع اعتماد دول الخليج على محطات تحلية المياه العملاقة.
وقد أعلن مجلس التعاون الخليجي تفعيل مركز الطوارئ لمراقبة الإشعاع وتنسيق الإنذار المبكر.
جهود دبلوماسية مكثفة لاحتواء الأزمة
قادة دول الخليج، خاصة من السعودية والإمارات وقطر، كثفوا اتصالاتهم مع الأطراف المعنية في محاولة لنزع فتيل الأزمة، والإمارات أكدت عبر وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد على ضرورة "النهج الدبلوماسي الفوري"، وأجرت مشاورات مباشرة مع إيران.
كما طمأنت السعودية طهران عبر قنوات رسمية بأنها لن تكون طرفًا في أي عدوان، لكنها في الوقت نفسه تحذر من رد قوي إذا تم استهداف منشآتها النفطية.

تخوف خليجي
من سقوط النظام الإيراني دون بديل مستقر
رغم عدم تأييد الخليج رسميًا لتغيير النظام الإيراني، إلا أن هناك توجسًا من تداعيات انهياره المحتمل، مثل فراغ السلطة، الفوضى، أو تصاعد الجماعات المتطرفة، كما حدث في العراق بعد 2003.
ويرى خبراء أن دول الخليج ما زالت تفضّل المصالحة واحتواء إيران ضمن النظام الإقليمي، بدلًا من الانزلاق نحو صراع مفتوح قد يكلّفها أمنها الداخلي واستقرارها الاقتصادي.