الفيدرالي الأمريكي يحسم مصير سعر الفائدة ، توترات الشرق الأوسط تسيطر على الاجتماع

مصير سعر الفائدة، تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك الفيدرالي الأمريكي، اليوم الأربعاء، اجتماعها الرابع خلال عام 2025، وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، واستمرار الضغوط الناتجة عن السياسات الاقتصادية التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

توترات الشرق الأوسط وضغوط التضخم
يأتي الاجتماع في وقت حرج إذ أدت التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران إلى ارتفاع أسعار النفط، ما زاد من المخاوف بشأن عودة التضخم، كما تواصل الإدارة الأمريكية فرض سياسات جمركية وتجارية مثيرة للجدل، تهدد بخلق حالة من الركود التضخمي، وهو مزيج من تباطؤ النمو وارتفاع الأسعار.
توقعات قرار الفائدة.. تثبيت مرتقب
تشير أغلب التوقعات إلى أن الفيدرالي سيبقي على سعر الفائدة الأساسي في نطاق 4.25% إلى 4.50%، وهو المستوى الثابت منذ ديسمبر الماضي، ومن المنتظر أن يتخذ الفيدرالي موقفًا حذرًا دون تقديم إشارات واضحة بشأن المسار المستقبلي للفائدة، خاصة في ظل عدم اليقين المرتبط بتداعيات السياسات التجارية والنزاعات الجيوسياسية.
مطالب ترامب تضغط على الفيدرالي
ومن جهته كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطه على الاحتياطي الفيدرالي، مطالبًا بـ خفض فوري لأسعار الفائدة، مهاجمًا رئيس البنك جيروم باول، ومتهمًا إياه بالتباطؤ في اتخاذ قرارات مناسبة لحماية الاقتصاد.
ويرى بعض المحللين أن التصعيد العسكري الأخير يمنح الفيدرالي مبررًا للتريث في تغيير أسعار الفائدة، مع مراقبة تأثير ارتفاع أسعار السلع على معدلات التضخم.

المخاوف من ركود تضخمي
وأبدى عدد من مسؤولي الفيدرالي قلقهم من أن تؤدي السياسات الحمائية التجارية التي تنتهجها إدارة البيت الأبيض إلى ما يعرف بـ الركود التضخمي، إذ يتباطأ النمو في حين ترتفع الأسعار، ما يعقد مهمة تحديد السياسة النقدية المناسبة، سواء بالخفض أو التثبيت.
وجاءت بيانات مبيعات التجزئة لشهر مايو مخيبة للآمال، بعد أن سجلت تراجعًا أكبر من المتوقع، ما أثار مخاوف إضافية بشأن تباطؤ إنفاق المستهلكين، وهو العنصر الأهم في دعم الاقتصاد الأمريكي.
اليوم.. الفيدرالي الأمريكي يحسم مصير سعر الفائدة
من المقرر أن يصدر بيان السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي مساء اليوم الأربعاء، في تمام الساعة 6 بتوقيت جرينتش، يتبعه مؤتمر صحفي لرئيس البنك جيروم باول عند الساعة 6:30.
وسيراقب المستثمرون عن كثب أي تعديلات على التوقعات الاقتصادية، خصوصًا في ظل التطورات الجديدة مثل فرض أو تأجيل رسوم جمركية، ارتفاع أسعار الطاقة، تباطؤ إنفاق المستهلك.
ويرى المحللون أن اجتماع الفيدرالي اليوم سيكون محوريًا في رسم ملامح السياسة النقدية الأمريكية خلال النصف الثاني من 2025، إذ تسعى المؤسسة لتحقيق التوازن بين دعم النمو وكبح التضخم، في وقت تتشابك فيه الاعتبارات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

مراجعة توقعات مارس.. التضخم يرتفع والنمو يتباطأ
كانت التوقعات الصادرة عن الفيدرالي في مارس 2025 قد أشارت إلى خفض معدل النمو المتوقع للعام الجاري، ورفع توقعات التضخم، واستمرار سيناريو يتضمن خفضين محتملين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال العام.