سكان غزة يخوضون "معركة الطحين" وسط إلهاء العالم بحرب إيران

في ظل انشغال العالم بالحرب المشتعلة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي التي بدأت منذ يوم الجمعة المنقضي 13 يونيو، تحولت الأنظار عن ما يحدث في قطاع غزة من معاناة إنسانية بشعة نظرًا لطول أمد هذه الحرب منذ قرابة العامين.

معركة الطحين في قطاع غزة
شن جيش الكيان الصهيوني، قصفًا جويًا ومدفعيًا بشكل مكثف ، مدعومًا بهجمات من الزوارق البحرية، استهدف مجموعات كبيرة من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في المناطق الشمالية الغربية من مدينة غزة، وأخرى قرب محور نتساريم وسط القطاع.
وأسفر ذلك القصف عن استشهاد عشرات الشهداء والمصابين، من بينهم نساء كنّ يسعين للحصول على الطحين وبعض المواد الغذائية الأساسية في ظل ظروف معيشية غاية في القسوة منذ حرب العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر حنى هذه اللحظة.
وأكد الباحث السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة محمد دياب، في حديث خاص لموقع الأيام المصرية،:"للأسف هناك غياب للتغطية الاعلامية، والوضع كما هو قصف في كل مكان بالقطاع، والأصعب حرب التجويع الشرسة على الناس".

مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: سكان غزة يواجهون مجاعة حقيقية
في هذا السياق، أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن سكان غزة يواجهون مجاعة حقيقية، ويعانون من انعدام الوصول إلى المياه النظيفة، مشيرة إلى أن الهجمات المستمرة على القطاع دمّرت البنية التحتية الحيوية للمياه، وأن توفير المياه بات مستحيلًا دون إدخال الوقود، الذي يُمنع بدوره من الوصول إلى القطاع.
وتعيش غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، نتيجة لحصار مطبق فُرض منذ أكثر من 17 عامًا، فاقمته جولات متكررة من التصعيد العسكري، كان آخرها الأعنف من حيث الدمار وعدد الضحايا.
وفي ظل الانهيار شبه الكامل للخدمات الأساسية، يكابد أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع حياة تفتقر إلى مقومات الكرامة، وسط شح حاد في المياه والطعام وشبكات الإنترنت والكهرباء، ونقص كبير في المواد الغذائية والطبية.