أسعار النفط تتراجع رغم الحرب بين إيران وإسرائيل، ما السبب؟

تخلت أسعار النفط عن مكاسبها المبكرة في جلسة التداول، وسط متابعة حذرة من الأسواق للتصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، والذي لم يطال حتى الآن البنية التحتية الحيوية لتصدير الخام.

وسجل خام برنت 72.80 دولار للبرميل بعد أن ارتفع بنسبة وصلت إلى 5.5% في مستهل التداولات، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط 71.44 دولار.

وتصاعدت التوترات بعد أن شنت إسرائيل هجومًا على حقل "جنوب بارس" الإيراني الضخم للغاز، ما أسفر عن إغلاق منصة إنتاج وانفجار أعقبته حرائق في مصنع لمعالجة الغاز، جاء ذلك بعد أيام من استهداف مواقع نووية وقيادات عسكرية في إيران.

ورغم محدودية تأثير الضربة على صادرات النفط إذ يستخدم الغاز الإيراني بشكل أساسي محليًا إلا أن التوترات أثارت قلقًا واسعًا في الأسواق، إذ قفزت الأسعار بأكثر من 13% يوم الجمعة قبل أن تقلص بعض تلك المكاسب، مع توجه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.

وفي ذات السياق، أعلنت إيران إلغاء محادثات نووية كانت مقررة مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان، في خطوة تعكس مزيدًا من التوتر في المنطقة.

إغلاق مضيق هرمز.. محور القلق العالمي

رغم أن الهجوم استهدف منشآت غازية، إلا أن أنظار الأسواق تتجه نحو "مضيق هرمز"، الذي تمر عبره نحو خمس إمدادات النفط العالمية، وتثير أي تهديدات بإغلاقه مخاوف من أزمة طاقة عالمية.

وفي مذكرة تحليلية، كتب موكيش ساهديف، المحلل في ريستاد إنرجي: "يظل الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز من قبل إيران أهم حدث يجب مراقبته في السوق، وقد يدفع الأسعار نحو مستويات غير مسبوقة"، مضيفًا: "لا توجد حاليًا مؤشرات ملموسة على أن هذا السيناريو وشيك".

إلا أن مؤشرات السوق تعكس حالة من التوتر، فقد قفز الفارق بين أقرب عقدين لخام برنت لشهر ديسمبر وهو مؤشر رئيسي للتوازنات بعيدة المدى بمقدار 1.29 دولار ليصل إلى 3.48 دولار للبرميل.

كذلك تواصل أسواق الخيارات إرسال إشارات تحذيرية، إذ تميل الانحرافات لصالح عقود الشراء الصعودية، مع استمرار ارتفاع مستويات التقلب وأحجام تداول تفوق المتوسط، ما يعكس حالة ترقب حذر لأي تصعيد مفاجئ.