النفط يرتفع مع اشتعال الشرق الأوسط، ومؤشرات ترجح وصوله لـ 130 دولارًا للبرميل
يقف سوق النفط العالمي أمام مرحلة شديدة الحساسية، مع تصاعد حدة التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، مما أثار مخاوف واسعة من تأثير الصراع على إمدادات الطاقة العالمية، في وقت لا تزال فيه الأسعار تتأرجح بين مكاسب حادة وتراجع حذر.
ويستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة التي يريد المتابعين والقراء معرفتها بشأن كافة التفاصيل الخاصة بأسعار النفط وتوقعاته خلال الفترة القادمة
ارتفاع مفاجئ في أسعار النفط
شهدت أسعار النفط قفزة مفاجئة عقب الضربات الإسرائيلية الأولى، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 13% خلال التداولات، قبل أن تتقلص المكاسب لتغلق بارتفاع قدره 8% مع نهاية تعاملات الجمعة، بعد تأكيدات بأن الهجمات لم تستهدف منشآت نفطية مباشرة.
ويتداول خام برنت حاليًا عند مستوى 74 دولارًا للبرميل، وهو أعلى سعر يسجله منذ عدة أشهر، مدفوعًا بحالة من القلق الجيوسياسي وإقبال المستثمرين على التحوط.
تهديد مضيق هرمز، العامل الأكثر حساسية
أجمع المحللون على أن التوتر المتصاعد في المنطقة يزيد من احتمالات حدوث اضطراب في الإمدادات، خاصة عبر مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 14 مليون برميل نفط يوميًا، ما يعادل قرابة 20% من الإمدادات العالمية.
وصرح وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في مجموعة ING بسنغافورة، بأن استمرار التصعيد قد يتسبب في تعطيل كبير للإمدادات، محذرًا من أن الأسعار قد تصل إلى 120 دولارًا للبرميل أو أكثر في حال إغلاق المضيق.
توقعات أسعار النفط خلال الفترة القادمة
من جهته، أشار المحلل هنيك فونج، في بلومبرج إنتليجنس، إلى أن الارتفاع الأخير يعكس القلق من توسع الصراع إقليميًا، وقدر أن ترتفع علاوة المخاطر إلى 22.5 دولار، مما قد يدفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 90 دولارًا في الأجل القريب، قبل أن تعاود الأسعار الانخفاض لاحقًا مع زيادة إنتاج "أوبك+" وتراجع الطلب العالمي.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة "أوبك+" عزمها رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا بدءًا من يوليو المقبل، في خطوة تهدف إلى موازنة السوق.
أما بنك جي بي مورغان، فقد حذر من أن استمرار التوترات ووقوع أي تعطل في مضيق هرمز قد يدفع الأسعار إلى ما بين 120 و130 دولارًا للبرميل، مشيرًا إلى أن صادرات إيران، التي تبلغ نحو 1.8 مليون برميل يوميًا، قد تتراجع بأكثر من مليوني برميل إذا استمر التصعيد العسكري.
مكانة إيران في سوق النفط العالمي
تعد إيران ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك، بإنتاج يبلغ حوالي 3.3 مليون برميل يوميًا، ما يمثل نحو 3% من الإمدادات العالمية، وشهدت صادراتها مؤخرًا نموًا ملحوظًا مع توجّه الجزء الأكبر منها نحو الصين، رغم العقوبات الغربية المفروضة على طهران.
أسعار النفط مستقبليًا
نقلت شبكة CNBC عن محللين قولهم إن الأسعار قد تتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل في حال تفاقم الصراع، وقد تصل إلى 130 دولارًا في أسوأ الحالات، خاصة إذا تعرقلت حركة الشحن النفطي عبر مضيق هرمز.
تأثير ارتفاع أسعار النفط على مصر
وفي هذا الصدد، قال الدكتور سامح نعمان، خبير الطاقة، إن استمرار الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، له مردود سلبي على اقتصاديات العالم، وفي حالة لجأت إيران إلى إغلاق مضيق هرمز سيعطل ذلك إمدادات نحو 20% من النفط و25% من إمدادات الغاز.
وأضاف نعمان في تصريحات سابقة لموقع "الأيام المصرية"، أن أسعار برميل النفط قد يتراوح مابين 100 لـ 150 دولار، في حال إستمرار الصراعات كما هي الآن.
