هل تؤثر الحرب الإسرائيلية الإيرانية على البورصة المصرية؟، خبيرة توضح

مع تصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وإيران، لم تكن الأسواق المالية بعيدة عن تداعيات هذا التصعيد الجيوسياسي، حيث انعكس التوتر الإقليمي على أداء العديد من البورصات الناشئة، ومنها البورصة المصرية، التي أبدت حساسية واضحة تجاه التطورات المتسارعة في المنطقة.

تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية على أداء البورصة المصرية 

وفي هذا السياق، أوضحت ماجي سليم، خبيرة أسواق المال، أن التأثير الأولي ظهر جليًا في سلوك المستثمرين، إذ دفع القلق الجيوسياسي شريحة من المستثمرين الأجانب إلى الخروج من الأسواق الناشئة، ومنها السوق المصرية، في خطوة احترازية تهدف إلى تقليل المخاطر.

وأضافت سليم في تصريحات صحفية، أن هذا الخروج المفاجئ عادة ما يترجم إلى ضغوط بيعية على الأسهم القيادية، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع المؤشرات الرئيسية، وعلى رأسها مؤشر EGX30، مع توجه رؤوس الأموال نحو الملاذات الآمنة مثل الدولار والذهب.

أسعار النفط تشعل الضغوط الاقتصادية

ومن جانب آخر، لفتت سليم إلى أن الارتفاع العالمي في أسعار النفط نتيجة الحرب يمثل عبئًا إضافيًا على الاقتصاد المصري، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على استيراد الطاقة، قائلة: "الزيادة في أسعار النفط تؤدي إلى ارتفاع فاتورة الاستيراد، ما يؤثر سلبًا على الميزان التجاري ويضعف الجنيه المصري، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على معنويات المستثمرين في البورصة".

وأوضحت سليم أن حالة القلق وعدم اليقين دفعت العديد من المستثمرين إلى تجميد قراراتهم الاستثمارية، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في معدلات السيولة اليومية داخل السوق، مضيفة: "المستثمرون يفضلون التريث حتى تتضح الرؤية السياسية والعسكرية، ما يضعف من نشاط التداول".

وتؤكد سليم أن البورصة المصرية، كجزء من الأسواق الناشئة، لا يمكن أن تعمل بمعزل عن الاضطرابات الجيوسياسية الكبرى، مشيرة إلى أن استمرار الحرب قد يفاقم من الضغوط على سوق المال، ويستلزم تبني سياسات مالية مرنة ومتابعة دقيقة للتطورات لضمان استقرار السوق.

ورغم ذلك، ترى سليم أن تأثير الحرب قد يظل مؤقتًا في حال احتواء النزاع سريعًا، لكن استمرار التصعيد سيبقي السوق في دائرة الخطر لفترة أطول.