باحثة بالشأن الأمريكي لـ"الأيام المصرية": الولايات المتحدة تواجه صراعا داخليا يتجاوز الاحتجاجات التقليدية

قالت الدكتورة شيرين النجار، الباحثة المتخصصة في الشأن الأمريكي، إن الولايات المتحدة تمر حالياً بـ"واحدة من أكثر لحظاتها اضطراباً منذ عقود"، مشيرة إلى أن السياسات الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ترحيل المهاجرين غير النظاميين قد أدت إلى موجة احتجاجات عارمة تهدد بالتحول إلى أزمة داخلية مفتوحة.
وأكدت الدكتورة شيرين النجار في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن المظاهرات التي اندلعت في مناطق متفرقة من جنوب كاليفورنيا، وعلى رأسها مدينة لوس أنجلوس، تُعبّر عن رفض شعبي واسع لتعامل قمعي ومفرط مع ملف الهجرة، خاصة بعد نزول قوات الحرس الوطني إلى الشوارع بأوامر مباشرة من الرئيس ترامب.

د.شيرين النجار: تدخل الحرس الوطني لمواجهة الاحتجاجات تصعيد خطير
ووصفت النجار تدخل الحرس الوطني بأنه تصعيد خطير يفتح الباب أمام مزيد من العنف، خصوصاً في ظل مشاهد السيارات المحترقة، والاشتباكات العنيفة واستخدام الغاز المسيل للدموع، كما حدث في حي باراماونت الذي تقطنه جاليات مهاجرة، معظمها من أصول لاتينية.
واعتبرت الدكتورة شيرين النجار أن وصف ترامب للمهاجرين بأنهم "غزاة"، يمثل تحولاً خطيراً في الخطاب السياسي الرسمي، ويُكرّس الانقسام ويؤجج التوترات.

وأشارت إلى أن الأرقام الرسمية الصادرة عن مركز Pew Research تُظهر وجود أكثر من 11.2 مليون مهاجر غير موثق في البلاد، من بينهم 2.3 مليون في كاليفورنيا وحدها.
كما أكدت النجار أن الأزمة باتت تأخذ بعداً دستورياً، في ظل الخلاف المحتدم بين الحكومة الفيدرالية وحكومة ولاية كاليفورنيا.
ولفتت إلى أن حاكم الولاية جافين نيوسوم، أعلن نيته مقاضاة الرئيس ترامب بعد لجوء الأخير إلى المادة العاشرة من الدستور لتولي قيادة الحرس الوطني دون موافقة الولاية.

وأضافت النجار أن حاكم كاليفورنيا هدد ببحث إمكانية الامتناع عن دفع الضرائب الفيدرالية، في حال استمرار الضغط والتخفيضات في التمويل، والتي سبق أن طالت مشاريع بيئية وخطط لمواجهة الفيضانات.
وختمت الدكتورة شيرين النجار تصريحها بالتحذير من أن البلاد تواجه صراعاً داخلياً يتجاوز الاحتجاجات التقليدية، وقالت إن المواجهة لم تعد بين ولايات، بل بين رؤيتين متصارعتين لأمريكا، واحدة تعزز التنوع والانفتاح، وأخرى تقودها إدارة ترامب نحو الانغلاق والقمع باسم القانون.