إيلون ماسك يعتذر لترامب بعد أزمة الميزانية وموجة تصريحات نارية

شهدت الساحة السياسية الأمريكية خلال الأيام الماضية توترًا غير مسبوق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بعد تبادل تصريحات لاذعة علنية بين الطرفين، انتهت باعتذار علني من ماسك عبر منصة "إكس"، في خطوة أثارت الكثير من الجدل والتكهنات حول مستقبل العلاقة بين الشخصيتين الأكثر نفوذًا في السياسة والاقتصاد الأمريكي.
ماسك يعتذر: "تجاوزت الحدود"
وفي منشور قصير وصريح، كتب مؤسس "تسلا" و"سبيس إكس" إيلون ماسك على حسابه الرسمي في "إكس" (تويتر سابقًا): "أنا آسف لبعض منشوراتي عن الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي، ولقد تجاوزت الحدود."
ويأتي هذا الاعتذار بعد موجة تغريدات ساخرة من ماسك، كان من بينها تعليقات لاذعة قال فيها إن ترامب "لا أحد يضر بسمعته أكثر منه".
بداية الأزمة: خلاف حول مشروع قانون الإنفاق
بدأ الخلاف بين الرجلين حين أعرب ماسك عن اعتراضه الشديد على مشروع قانون خفض النفقات الفيدرالية، الذي اقترحه ترامب، واصفًا إياه بأنه "قانون كارثي يثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي"، داعيًا إلى "قتله" بشكل صريح.

وقد أثار هذا التصريح استياء ترامب، الذي رد على ماسك قائلًا إنه "خاب أمله فيه"، وذكره بالدعم الكبير الذي قدمه له في مراحل سابقة من مسيرته.
من "الصديق الأول" إلى إهانات متبادلة وانهيار العلاقة
كانت العلاقة بين ترامب وماسك توصف في السابق بـ"الودية والاستراتيجية"، خاصة بعد تعيين ماسك في منصب حكومي رفيع كرئيس لوزارة "كفاءة الحكومة"، ضمن مسعى تقشفي لتقليص الإنفاق العام وتقليل عدد الموظفين الحكوميين.
ولكن الأمور بدأت تتدهور عندما أعرب ماسك عن انزعاجه من زيادة الإنفاق في مشروع ترامب، معتبرًا أن ذلك "أفسد عمل فريقه بالكامل"، ليرحل لاحقًا عن البيت الأبيض في نهاية مايو بعد 130 يومًا من توليه المنصب.
وفي تصعيد جديد، اتخذ الخلاف بين الطرفين منحنى علنيًا حين تبادلا الإهانات عبر منصة "إكس"، حيث وصف ماسك مشروع الميزانية بأنه "عمل بغيض مقزز" من شأنه أن يقود الولايات المتحدة إلى الإفلاس، ما أثار موجة من التعليقات الغاضبة والداعمة على حد سواء.
وفي المقابل، قال ترامب إن ماسك "فقد عقله"، واتهمه بالخيانة السياسية، مؤكدًا أنه لن يبادر بالتواصل معه مجددًا، على الرغم من استعداده للحديث معه "إذا أراد هو ذلك".

تصريحات مثيرة: ماسك يدعي الفضل في فوز ترامب
وفي خطوة مفاجئة، زعم ماسك لاحقًا أن تأثيره كان "حاسمًا" في فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، وفي تحقيق الجمهوريين للأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، وهي تصريحات أثارت حفيظة الكثير من المحللين الذين اعتبروها "محاولة مكشوفة لاستعادة النفوذ السياسي".
هل يغلق الملف نهائيًا بين أيلون وترامب؟
رغم تقديم ماسك اعتذارًا علنيًا، فإن التساؤلات ما زالت قائمة حول ما إذا كان هذا يكفي لإصلاح العلاقة التي شهدت تصدعات حادة خلال أيام قليلة، وخاصة في ظل استمرار التراشق غير المباشر، وتصريحات ترامب التي تؤكد تحفظه تجاه إعادة بناء الثقة.