مكالمة هاتفية أغلى من حياة إنسانة، سبب رفض طبيب علاج مسنة بقنا

طبيب قنا، تتابع نقابة أطباء مصر باهتمام بالغ واقعة أثارت الجدل داخل محافظة قنا، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر طبيبًا يرفض توقيع الكشف الطبي على سيدة مسنة داخل عيادته الخاصة بمركز قوص، ما أدى إلى وفاتها بعد نحو ساعة من مغادرتها العيادة، وسط حالة من الغضب الشعبي على منصات التواصل الاجتماعي.
طبيب قنا، نقابة الأطباء تحقق في الواقعة.
بحسب روايات شهود عيان، فإن الطبيب المعني يدعى الدكتور محمد لطفي الصغير، ويعمل طبيب جراحة بمدينة قوص ووفقًا للمعلومات المتداولة، وقعت مشادة كلامية بين أسرة المريضة المسنّة “زبيدة.ع” – والتي كانت في التسعينيات من عمرها – والطبيب، على خلفية تعالي أصوات أقاربها داخل العيادة، الأمر الذي دفع الطبيب إلى رفض توقيع الكشف الطبي عليها، رغم تدهور حالتها الصحية.

وأكدت أسرة المريضة أن الحالة كانت حرجة للغاية، حيث كانت تعاني من مضاعفات خطيرة في المرارة، إلا أن الطبيب أصر على عدم الكشف، وكتب لهم خطاب تحويل إلى مستشفى قوص المركزي. وقد توفيت المريضة لاحقًا، ما أشعل غضبًا واسعًا في أوساط الرأي العام المحلي.
طبيب قنا، بيان رسمي من نقابة الأطباء
وفي أول رد رسمي، أصدرت نقابة أطباء مصر بيانًا أكدت فيه أن نقيب الأطباء د. أسامة عبد الحي تواصل مع الطبيب محل الواقعة، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس النقابة الفرعية بقنا، وذلك للوقوف على تفاصيل الحادث ومتابعة تطوراته.
وأشار البيان إلى أن المستشار القانوني للنقابة تم تكليفه بمتابعة القضية من الناحية القانونية، لضمان حقوق الطبيب، في ضوء ما يُسفر عنه تحقيق الجهات الرسمية.
أكدت النقابة في بيانها احترامها الكامل لحق المرضى وذويهم في تلقي الرعاية الطبية المناسبة، إلا أنها شددت على أن التعامل مع الحالات الطارئة هو من الاختصاص الأصيل لأقسام الطوارئ بالمستشفيات وليس العيادات الخاصة، لكون المستشفيات مجهزة بالتقنيات الضرورية للتعامل مع مثل هذه الحالات.
ودعت النقابة العامة للأطباء المواطنين إلى التوجه الفوري لأقرب مستشفى حال وجود أي طارئ صحي، حرصًا على سلامة المرضى وسرعة تقديم الخدمة الطبية.
كما ناشدت النقابة وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل بتحري الدقة والموضوعية في تناول الواقعة، مؤكدة أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد أي منشورات تروّج للتشهير بالأطباء أو المؤسسات الطبية دون سند.
من جهته، قال الطبيب محمد لطفي الصغير، إن الواقعة تعود إلى يوم وقفة عرفات، حيث كان يجري مكالمة هاتفية وصفها بـ”الهامة”، عندما دخلت أسرة المريضة إلى العيادة بشكل مفاجئ ودون انتظار، وتعدوا عليه بالسباب والشتائم التي تضمنت – بحسب روايته – “سبّ الدين”، ما تسبب في حالة من التوتر داخل العيادة.
وأضاف الطبيب أن الحالة كانت تستدعي النقل الفوري إلى مستشفى مجهز بالعناية المركزة، وأنه كتب بالفعل خطاب تحويل، لكن الأسرة أصرت على الكشف داخل العيادة، ما رآه خطر طبي على حياة المريضة.
وأكد الطبيب أنه لم يتخذ أي إجراء قانوني بعد الواقعة، رغم تعرض عيادته للتخريب على يد أفراد من أسرة المريضة.