ذكرى إعدام صدام حسين، تسريبات ويكليكس تكشف مفاجآت صادمة خلال تنفيذ الحكم

ذكرى إعدام صدام حسين، قبل 19 عامًا، استقبل العالم العربي والإسلامي عيد الأضحى لعام 1427 هجريًا بمشهد غير مسبوق حفر في الذاكرة الجماعية: تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ورغم مرور السنوات، لا تزال التفاصيل التي أحاطت بتلك اللحظة مثارًا للجدل وكشفًا مستمرًا للأسرار، خصوصًا بعد تسريبات ويكليكس الشهيرة التي أزاحت الستار عن كواليس ما جرى في ذلك اليوم الحاسم.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لتلك التسريبات في ذكرى إعدام صدام حسين، وفقًا لرصد قام به محررونا، وجاءت التفاصيل كالتالي:
ذكرى إعدام صدام حسين، التفاصيل الكاملة لتسريبات ويكليكس
ذكرى إعدام صدام حسين، في صباح العيد، وبينما كان الملايين يؤدون صلاة العيد أو يستعدون لذبح الأضاحي، كانت الحكومة العراقية تضع اللمسات الأخيرة على تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين.
ورغم أن الواقعة نفسها تم توثيقها بمقاطع مصورة انتشرت سريعًا، فإن كثيرًا من تفاصيلها بقي بعيدًا عن الأنظار حتى جاءت تسريبات ويكليكس في نهاية عام 2010 لتكشف عن جانب آخر من القصة.
تسريبات ويكليكس، البرقيات الدبلوماسيةتكشف المستور
ضمن آلاف الوثائق التي نشرها موقع ويكليكس، برزت برقيات صادرة من السفارة الأمريكية في بغداد إلى وزارة الخارجية الأمريكية، تتحدث عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة صدام حسين.
إحدى هذه البرقيات، التي تم التعتيم على اسم مرسلها، نقلت عن المدعي العام العراقي منقذ الفرعون قوله إن أحد الحراس الذين رافقوا صدام إلى حبل المشنقة وجهه بكلمات نابية قائلاً: “اذهب إلى جهنم”، في لحظة أثارت جدلاً واسعًا لاحقًا حول طبيعة الإعدام وظروفه.
وفي برقية أخرى، أوردت شهادة زلماي خليل زاد، السفير الأمريكي في العراق آنذاك، والذي أكد أن بعض المسؤولين العراقيين خالفوا التعليمات الأمنية والتقطوا صورًا بهواتفهم المحمولة رغم الحظر المفروض على ذلك، ما شكل أحد أبرز أسباب تسريب فيديو الإعدام الذي انتشر لاحقًا بشكل واسع.
فوضى التنفيذ وضعف التنسيق
الوثائق التي كشفت عنها ويكليكس رسمت صورة قاتمة لما حدث في ذلك اليوم، إذ أوضحت أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية كانت مرتجلة ومربكة.
وأشارت برقيات دبلوماسية إلى أن قائمة الشهود العراقيين الذين حضروا تنفيذ الحكم تم تعديلها أكثر من مرة، في مؤشر على حالة من التخبط داخل الدوائر الرسمية.
كما أظهرت التسريبات أن الجانب الأمريكي لم يكن راضيًا تمامًا عن طريقة تنفيذ الحكم، خصوصًا في ظل تجاهل بعض التعليمات التي كانت تهدف لضمان الحفاظ على خصوصية العملية وسريتها.
تفاصيل الرحلة الأخيرة بالطائرة العسكرية
ومن بين ما كشفته التسريبات أيضًا، أن صدام حسين نقل إلى موقع تنفيذ الحكم بطائرة مروحية عسكرية برفقة 14 مسؤولًا عراقيًا، خضعوا جميعًا لتفتيش دقيق من قبل القوات الأمريكية.
ورغم التعليمات الصارمة بمنع اصطحاب الهواتف المحمولة أو أي أجهزة تسجيل، فإن البرقيات نفسها تشير إلى أن هذا الإجراء لم يطبق بشكل كامل، ما سمح بتصوير فيديوهات الإعدام التي سربت لاحقًا.
ولم يعرف حتى اليوم الشخص المسؤول عن تسريب تلك المقاطع، إلا أن الشكوك تحوم حول أحد المرافقين الذين حضروا عملية الإعدام، خصوصًا أن المقاطع التقطت من زاوية قريبة وواضحة.
صدام يواجه الموت بلا قناع
الفيديو الشهير الذي وثق اللحظات الأخيرة لصدام حسين أظهره وهو يرفض ارتداء الكيس الأسود المخصص لتغطية رأسه، مؤكدًا للمحيطين به أنه "لا حاجة لذلك".
كما بدا هادئًا وهو يردد الشهادتين قبيل تنفيذ الحكم، في مشهد رآه البعض رمزًا للتماسك حتى النهاية، بينما انتقده آخرون بشدة بالنظر إلى تاريخه السياسي المثير للجدل.
19 عامًا ولا تزال الأسئلة قائمة
رغم مرور نحو عقدين على الإعدام، لا تزال الأسئلة قائمة بشأن ظروف تنفيذ الحكم، ودور الولايات المتحدة في المشهد النهائي، والأسباب الحقيقية وراء التسريع في تنفيذ الإعدام صباح عيد الأضحى تحديدًا.
ويرى بعض المراقبين أن التوقيت كان رسالة سياسية تحمل أبعادًا تتجاوز مجرد تطبيق العدالة، بينما يعتبرها آخرون محاولة للتأكيد على "القطيعة" مع مرحلة صدام بأي ثمن.
أما تسريبات ويكليكس، فقد لعبت دورًا كبيرًا في إعادة تشكيل السردية العامة حول تلك اللحظة، كاشفةً عن جوانب إنسانية وسياسية وأمنية معقدة أحاطت بواحدة من أكثر لحظات التاريخ العراقي الحديث جدلًا.
وفي ظل استمرار الغموض المحيط بالواقعة، تبقى ذكرى صباح عيد الأضحى 1427 هجريًا، التي تزامنت مع رحيل صدام حسين، واحدة من أكثر اللحظات تداخلاً بين السياسة والدين والمجتمع، ومن أكثرها حضورًا في ذاكرة العرب حتى اليوم.