الإيدز يهدد الفلبين، تحذيرات رسمية من "طوارئ صحية" بعد ارتفاع مقلق بين الشباب

تشهد الفلبين تصاعدًا خطيرًا في حالات الإصابة بـ فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) خلال الأشهر الأولى من عام 2025، حيث حذرت وزارة الصحة الفلبينية من "حالة طوارئ صحية عامة وشيكة" في ظل هذه الزيادة السريعة، خاصة بين فئة الشباب.
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة، سجل في البلاد متوسط 57 حالة إصابة جديدة يوميًا خلال الربع الأول من العام، مقارنة بـ37 حالة يوميًا في نفس الفترة من العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 50%.
وزير الصحة: الشباب في صدارة المصابين، ونحتاج تعبئة وطنية عاجلة
أكد وزير الصحة الفلبيني، تيودورو هيربوسا، في رسالة مصورة نشرت الثلاثاء 3 يونيو 2025، أن البلاد أصبحت تمتلك أعلى عدد من حالات الإصابة الجديدة بفيروس الإيدز في منطقة غرب المحيط الهادئ، مشيرًا إلى أن الشباب يمثلون نسبة مقلقة من المصابين.
وقال الوزير: "إن الرجال المثليين يشكلون ما يقرب من 90% من الحالات، وأن أكثر من 33% من الإصابات المسجلة تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، و47% في الفئة العمرية 25-34 عامًا".
وأضاف: "من الضروري إعلان حالة طوارئ صحية عامة ووطنية لحشد كافة الموارد الحكومية والمجتمعية لوقف انتشار الفيروس".
العدوى تنتقل عبر العلاقات الجنسية غير المحمية، والطفل المصاب عمره 12 عامًا
أفادت وزارة الصحة أن الاتصال الجنسي بين الذكور هو الطريقة الرئيسية لانتقال فيروس الإيدز في البلاد، حيث لا تزال الممارسات الجنسية غير المحمية السبب الأكبر للإصابة منذ عام 2007.
وفي تطور صادم، أشار هيربوسا إلى تشخيص حالة إصابة لطفل يبلغ من العمر 12 عامًا فقط في إحدى المقاطعات، ما يعكس انتشار العدوى في سن مبكرة.

252 ألف حالة متوقعة بنهاية، وأهداف الأمم المتحدة في خطر
أشارت وزارة الصحة الفلبينية إلى أن الفلبين قد تسجل أكثر من 252,800 إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بحلول نهاية عام 2025، في ظل استمرار الارتفاع السريع في الحالات، وهذا ما قد يعيق أهداف حملة الأمم المتحدة للقضاء على الإيدز بحلول عام 2030.
وأوضح تقرير الوزارة أن فقط 55% من المصابين قد تم تشخيصهم فعليًا، بينما يتلقى 66% فقط من هؤلاء المرضى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، مما يثير القلق بشأن التعامل مع الوباء على المستوى الوطني.
الرئيس قد يعلن حالة طوارئ وطنية لأول مرة منذ جائحة كورونا
وفقًا للقانون الفلبيني، فإن إعلان حالة الطوارئ الصحية الوطنية يتطلب قرارًا رئاسيًا في حال مثل الوباء تهديدًا للأمن القومي، وكانت المرة الأخيرة التي تم فيها إعلان حالة طوارئ صحية عامة على هذا النطاق في بداية جائحة كوفيد-19 عام 2020.
مؤسسات الدعم تتحرك، ولكن الحاجة لتكثيف الجهود مستمرة
أعلنت مؤسسة التأمين الصحي الفلبينية (PhilHealth) أنها تقدم حزمة علاجية محسّنة للمرضى المصابين بفيروس الإيدز، كما يواصل وزير الصحة عضويته في مجلس برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، لضمان استمرار الدعم الدولي.

يمثل هذا التصاعد في حالات فيروس نقص المناعة البشرية في الفلبين 2025 تحديًا صحيًا ووطنيًا كبيرًا، ومع تحذيرات الحكومة ودعوات إعلان الطوارئ، يبقى على الجهات الرسمية والمجتمع المحلي والدولي التحرك العاجل لمنع تفاقم الأزمة، خصوصًا في ظل ارتفاع نسب الإصابة بين الشباب والمراهقين.