قبلة ميلوني وماكرون تذيب خلافات 7 سنوات بين إيطاليا وفرنسا

استقبلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مساء الإثنين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة الإيطالية روما، في زيارة وصفت بأنها تمثل خطوة مهمة نحو تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين بعد فترة من التوتر السياسي.
استقبال ودي واجتماع مطول
شهد الاستقبال الرسمي أجواء ودية لافتة، حيث رحبت ميلوني بماكرون بقبلة وابتسامة عريضة، قبل أن تصطحبه إلى قصر كيجي، مقر رئاسة الحكومة الإيطالية، لعقد اجتماع موسع دام نحو ثلاث ساعات تلاه عشاء رسمي.

التزام الدولتين بتعزيز الشراكة الثنائية
وفي ختام اللقاء أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا أكدا فيه التزام بلديهما، كدولتين مؤسستين للمشروع الأوروبي بـ تعزيز الشراكة الثنائية، ودعم أوروبا أكثر سيادة وقوة وازدهارًا، والتشديد على أولوية السلام.
كما أشار البيان إلى وجود توافق قوي في الأجندة الأوروبية التنافسية، مع الاتفاق على عقد قمة ثنائية جديدة في فرنسا مطلع عام 2026.
الإليزيه: هدف الزيارة هو تعزيز التفاهم المشترك
وكان قصر الإليزيه قد صرح قبل زيارة ماكرون بأن الهدف منها هو: التأكد من القدرة على التقدم المشترك في القضايا المحورية، في إشارة إلى الرغبة الفرنسية – الإيطالية في تنسيق المواقف تجاه ملفات أوروبية وإقليمية حساسة، كالهجرة والدفاع والطاقة.
ميلوني: لدينا خلافات، لكن ليس مشاكل شخصية
وفي تصريحات سابقة اعترفت جورجيا ميلوني بوجود اختلافات في وجهات النظر بين روما وباريس، لكنها شددت على أنه: لا توجد أي مشاكل شخصية بينها وبين الرئيس ماكرون.

وتأتي هذه الزيارة بعد فترة من العلاقات المتوترة بين الجانبين، بدأت مع إعادة انتخاب ماكرون عام 2022، المعروف بدعمه للتكامل الأوروبي، ووصول ميلوني إلى رئاسة الحكومة على رأس ائتلاف يميني – يميني متطرف، يحمل توجهات قومية واضحة.
ورغم التباين في الرؤى ساهمت المصالح المشتركة، وفي مقدمتها الدعم المشترك لأوكرانيا، في تقريب وجهات النظر، خاصة بعد أن قررت ميلوني الانخراط بشكل فعال داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي بدلًا من مواجهتها.
وتمثل زيارة ماكرون إلى روما، ولقاؤه المطول مع ميلوني تحولًا في مسار العلاقات الفرنسية – الإيطالية، وبداية محتملة لمرحلة جديدة من التنسيق الثنائي والتقارب داخل البيت الأوروبي، في ظل تحديات مشتركة تواجه القارة العجوز.