فضيحة روسية غير مسبوقة، هل يستعيد بوتين هيبته بعد إهانته من أوكرانيا؟
في أخطر عملية لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تعد فضيحة عسكرية غير مسبوقة لروسيا ولزعيمها فلاديمير بوتين، شنت أوكرانيا عملية تحت عنوان " بيت العنكبوت" التي أطلقتها الاستخبارات الأوكرانية، وتحت الإشراف المباشر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ووفقاً لوكالات الأنباء الأوكرانية، فإن هذه العملية تم التخطيط لها منذ عام ونصف، والتي تشمل إدخال مسيرات إلى داخل الأراضي الروسية بمختلف المناطق وخاصة أربع قواعد جوية روسية بسيارات تحمل بيوت مصنوعة من خشب وسقفها يسهل فتحه عن بُعد ويخرج منه درونات صغيرة للغاية.
ونجحت كييف في إدخال عدد من عربات النقل التي تحمل حوالي 117 درون إلى العمق الروسي بالقرب من القواعد الجوية الروسية الأربعة التي من المقرر استهدافها، لتنطلق الدرونات إلى المواقع الجوية وتم استهدافها بنجاح، حيث قامت بتدمير 41 من قاذفات روسية استراتيجية منهم قاذفات نووية، حيث إن هذه الخسائر هي ثلث ما تملكه موسكو من القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى وتم تدميرهم بالكامل في يوم واحد.
وتعد العملية الأوكرانية معقدة للغاية لأن الحضور الأوكراني غائب نظراً لأن هذه العملية قد تكون أكبر من إمكانيات كييف من الناحية الاستخباراتية لاختراق العمق الروسي بهذا الشكل من الأجهزة الأمنية والمخابرات الروسية ونقاط التفتيش في روسيا التي لم تحدث في العالم من قبل.
ليتساءل البعض هل ما حدث هو خيانة داخل الأجهزة الأمنية لبوتين أم فشل أمني، ليرى محللون أنه لا فرق بين هذا وذاك، فالخيانة ستؤدي إلى فشل أمني، وإن لم تكن هناك خيانة فإن الفشل الأمني قائم.
هل قامت أوكرانيا بعملية بيت العنكبوت وحدها؟
يذهب خبراء إلى أنه من المؤكد أن كييف لم تقم بهذه العملية منفردة، لكن هناك احتمالات منها أن الاستخبارات المركزية الأمريكية لها يد في هذه العملية، أو الأوروبيين لهم دور استخباراتي للقيام بهذه المهمة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد اختلف مع زيلينسكي واتهمه بالفشل في حماية بلاده، لكن نظيره الأوكراني صمم على موقفه في استكمال الحرب وضرورة دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في الحرب وأن المفاوضات لم تكن منصفة وذلك على الهواء مباشرة بالبيت الأبيض، ما ساعد ذلك على أوروبا لإقناع الرئيس الأوكراني بأنهم مستمرون في دعمه والضغط على ترامب لدعم كييف في موقفها.
أما الاحتمال الأقرب أن يكون هناك دعم مباشر من دونالد ترامب لأوكرانيا في تنفيذ العملية، وذلك بهدف تحسين شروط التفاوض، لا سيما أن ترامب هدد بوتين قبل العملية بساعات معدودة بأنه " يلعب بالنار" لأن بوتين يصر على رؤيته باستمرار الحرب.
كيف يرد بوتين على أوكرانيا؟
أصبحت صورة روسيا سيئة للغاية بعد عملية " بيت العنكبوت"، حيث تعكس العملية مدى الفشل الروسي من الناحية العسكرية والاستخبارية والأمنية والسياسية ومن كافة النواحي، أقلها خسارة ثلث القاذفات الاستراتيجية التي من المستحيل تعويضها بسبب العقوبات المفروضة عليها ووقف جميع خطوط الإنتاج، مع تمكن زيلينسكي من قطع ذراع بوتين الطويل.
وأكد خبراء أنه بما أن 117 درون أوكراني استطاعت اختراق جميع المواقع العسكرية الروسية المحصنة، فليس من المستبعد أن أوكرانيا تستطيع استهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذاته في الكرملين.
ولذلك يتخوف بعض المحللين كم أن بوتين يستخدم سياسة انتقامية غير مسبوقة لاستعادة هيبته كذئب روسي وإعادة معادلة الحرب لصالحه، وشن ضربة نووية ضد أوكرانيا مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية مع هيروشيما وناجازاكي، لكن المستبعد أن يفعل بوتين ذلك لكن من الممكن أن يشن ضربات نووية تكتيكية، ومن المنطقي أن ينتقم انتقاماً بالغًا لأنه تعرض لإهانة غير مسبوقة له.