وزير الخارجية السعودي يزور الضفة الغربية لأول مرة منذ 1967 "تفاصيل"

يتوجه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الأحد، إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، في زيارة تعد الأولى من نوعها منذ احتلال إسرائيل للضفة عام 1967، بحسب ما أفاد مصدر في السفارة الفلسطينية بالرياض.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية على المستويين الفلسطيني والدولي، وسط تصعيد إسرائيلي متواصل في الضفة الغربية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر.
زيارة غير مسبوقة منذ 1967
أكد مصدر دبلوماسي فلسطيني أن الوفد الوزاري السعودي، الذي يترأسه الأمير فيصل بن فرحان، سيزور رام الله الأحد 2 يونيو 2025، مشددًا على أن هذه أول زيارة لوزير خارجية سعودي للضفة الغربية منذ أكثر من خمسة عقود.
وكانت السعودية قد أرسلت في سبتمبر 2023 وفدًا على مستوى أدنى إلى رام الله، قبل اندلاع حرب غزة في أكتوبر.
وتأتي هذه الزيارة في وقت صعدت فيه إسرائيل من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وأعلنت نيتها تعزيز مشروع "الدولة اليهودية" على الأراضي المحتلة، ما يعد تحديًا واضحًا لقرارات الشرعية الدولية.

وتتزامن زيارة الوزير السعودي مع تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة تهدد كامل سكان قطاع غزة، نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي تسبب في نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
دعم سعودي واضح لحل الدولتين
زيارة وزير الخارجية السعودي تندرج ضمن جهود دبلوماسية نشطة تقودها الرياض بالتعاون مع فرنسا، حيث من المقرر عقد مؤتمر دولي في 18 يونيو 2025 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك لإحياء مسار حل الدولتين، وذلك بعد اعتراف نحو 150 دولة بالدولة الفلسطينية.
وتسعى المملكة إلى تحريك الجهود الدولية لتثبيت الحقوق الفلسطينية، وتؤكد أن أي تقارب دبلوماسي مع إسرائيل مرتبط بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو موقف يتماشى مع المبادرة العربية للسلام.
تغير في خريطة الاعتراف الدولي بفلسطين
شهد شهر مايو 2024 تطورًا مهمًا، بعد أن اعترفت كل من إيرلندا والنرويج وإسبانيا بدولة فلسطين، ثم تبعتها سلوفينيا في يونيو، ما عزز الزخم الدولي تجاه الاعتراف بالحقوق الفلسطينية.
وفي المقابل، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لفكرة إقامة دولة فلسطينية، ما يضع عقبات أمام أي جهود دبلوماسية شاملة.
العلاقات السعودية الإسرائيلية بين التمهل والتعقيد
قبل اندلاع الحرب، كانت السعودية قد باشرت محادثات مع الولايات المتحدة حول إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ضمن اتفاق يشمل ضمانات أمنية وبرنامجًا نوويًا مدنيًا.

لكن الرياض وضعت شرطًا واضحًا: لا علاقات قبل قيام دولة فلسطينية، ما يعكس تشددًا في موقفها عقب تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة.
اتفاقيات إبراهام تحت المجهر
رغم استمرار اتفاقيات إبراهام التي وُقعت خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي شملت الإمارات والبحرين والمغرب، فإن الحرب على غزة أعادت طرح الأسئلة حول مصير هذه الاتفاقات ومستقبل التطبيع في المنطقة.
وخلال زيارته الأخيرة إلى السعودية في مايو، أعرب ترامب عن "أمله الكبير" في انضمام الرياض إلى الاتفاقيات، مضيفًا أن السعودية "ستفعل ذلك بوتيرتها الخاصة".