مقترح جديد بوساطة مصرية، غزة تترقب اتفاق وقف إطلاق النار

يترقب سكان قطاع غزة بصيص أمل مع دخول مقترح وقف إطلاق النار الجديد مرحلة الحسم، وسط جهود دبلوماسية مكثفة تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون منذ شهور.
المقترح المطروح يقضي بوقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا قابلة للتمديد، تتخللها مفاوضات تهدف للتوصل إلى اتفاق دائم يُنهي الحرب على القطاع.
واشنطن تضمن التزام إسرائيل بالاتفاق، ومفاوضات لتبادل الأسرى والرهائن
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن التزام "تل أبيب" الكامل بتنفيذ بنود الاتفاق خلال فترة التهدئة، فيما يتولى الوسطاء الثلاثة (مصر، قطر، الولايات المتحدة) ضمان استمرارية وقف إطلاق النار، ومتابعة تفاصيل تبادل الأسرى والرهائن.
يشمل المقترح إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 جثة من قائمة تضم 58 رهينة، موزعة على دفعتين:
- اليوم الأول: إطلاق 5 رهائن أحياء و9 جثامين.
- اليوم السابع: إطلاق الدفعة الثانية من الرهائن المتبقين.

المساعدات الإنسانية إلى غزة فور توقيع الاتفاق
يتضمن الاتفاق بندًا واضحًا بإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل فوري إلى غزة، فور موافقة حركة حماس على بنود وقف إطلاق النار، على أن تحترم آليات المساعدات الإنسانية طوال مدة التهدئة.
كما يتضمن إمكانية النسخ الاحتياطي عبر رموز QR لضمان التواصل التقني في حال تعثر التنسيق المباشر.
البيت الأبيض يؤكد، إسرائيل وافقت على المقترح رسميًا
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن إسرائيل وقعت رسميًا على المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وجرى تسليمه إلى حماس عبر الوسطاء.
حماس تدرس المقترح، وقف دائم للحرب هو الهدف
وفي أول رد فعل رسمي، أعلنت حركة حماس أنها تسلمت المقترح رسميًا، وتقوم حاليًا بدراسته بعناية، مؤكدة في بيان رسمي أن القيادة السياسية للحركة تتعامل مع المبادرة "بمسؤولية، وبما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، ويؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم".
تصعيد ميداني، شهداء ودمار في شمال وجنوب القطاع
رغم التحركات السياسية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيده الميداني، حيث أصدر أوامر إخلاء جديدة في مناطق عدة شمال وشرق القطاع.
وقد أسفرت غارات عنيفة على جباليا وخان يونس ورفح عن استشهاد نحو 20 فلسطينيًا، بينهم 6 شهداء نتيجة قصف على تجمع مدني شمال غزة، و3 آخرين بعد استهداف خيم نازحين غرب خان يونس.
كما تم استهداف مركبة مدنية في عبسان أدت لاستشهاد اثنين، إضافة إلى قصف على حي التفاح والقرارة أدى إلى تدمير منازل مدنية بالكامل.

الأونروا كارثة إنسانية في غزة ونطالب بفتح المعابر فورًا
وفي سياق متصل، حذرت وكالة الأونروا من كارثة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين.
وأكدت الوكالة في بيان، أن مستودعاتها في عمان تحتوي على إمدادات إنسانية تكفي لأكثر من 200 ألف شخص، تشمل المواد الغذائية، النظافة، البطانيات، والأدوية، وهي جاهزة للإرسال الفوري.
وأشارت الأونروا إلى أن "المستودع يبعد 3 ساعات فقط عن غزة"، في إشارة إلى تعنت الاحتلال الإسرائيلي في السماح بمرور الشاحنات، مجددة مطالبتها بـفتح المعابر بشكل دائم ومنتظم لإنقاذ أرواح المدنيين.
هل ينجح الاتفاق في إنهاء الحرب؟
بين الأمل والحذر، يترقب سكان غزة تطورات الساعات المقبلة، التي قد تكون حاسمة في إنهاء العدوان وإرساء هدنة إنسانية تمهّد لحل سياسي شامل، في ظل استمرار الوساطات الدولية وضغوط المجتمع الدولي على تل أبيب لوقف نزيف الدم في القطاع.