
كثيرة هى المواقف الشجاعة ، بل والمصيرية التى اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مسئولية قيادة البلاد قبل ١١ عاما ، فمنذ ظهوره على الساحة السياسية في أعقاب اندلاع أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى يومنا هذا ، كانت ولاتزال حماية وانقاذ مصر وشعبها بمثابة الاختيار الأول ولن أبالغ إذا قلت الوحيد عند اتخاذه لأى موقف أو قرار مهما كانت الظروف والمخاطر التى قد يتعرض لها .
فقبل ١٢ عاما وتحديدا فى الثالث من يوليو ٢٠١٣ وقف الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع حينئذ متصدرا المشهد معلنا انحيازه وأبطالنا فى الجيش والشرطة إلى الملايين من المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين إبان ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ، مؤكدا زوال حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل ولم ترهبه التهديدات الكثيرة سواء التى أطلقتها الجماعة او أعوانها فى الداخل والخارج .
القضاء على الإرهاب فى سيناء وبدء معركة الإصلاح الاقتصادي
وعندما تولى مقاليد الحكم فى الثامن من يونيو ٢٠١٤ أكد الرئيس السيسي مجددًا انحيازه لمصر وطنا ومواطنا وواجه كافة التحديات والمخاطر التى كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية، ولعل في مقدمتها الهجمات الإرهابية الشرسة التي شنتها جماعة الإخوان ضد رجال الجيش والشرطة، بل ضد الشعب المصري كله وخاض أبطالنا المعركة بقوة رادعة حتى كان النصر حليفهم و بالفعل تم القضاء على الإرهاب خاصة فى أرض سيناء الغالية عام ٢٠١٩ ، فى نفس الوقت كانت مصر بقيادة الرئيس السيسي تخوض معركة أخرى لا تقل شراسة عن مواجهة الإرهاب وهي معركة الإصلاح الاقتصادي والبناء والعمران الذى امتد إلى كافة ربوع الوطن.
حكمة وحنكة السيسي عبرت من التهديدات والمؤامرات التى كانت ولاتزال تحاك ضد مصر
ورغم تعدد المخاطر والتحديات ولن أبالغ إذا قلت التهديدات والمؤامرات التى كانت ولاتزال تحاك ضد مصر فإن الرئيس السيسي استطاع بحكمة وحنكة قيادة سفينة البلاد إلى بر الأمان حتى فى ظل احتدام جائحة كورونا وتداعياتها التى أصابت اقتصاديات كبريات دول العالم ومن بعدها اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وأخيراً وليس آخرا الأزمة الطاحنة التي ألمت بالمنطقة بسبب اشتعال الأوضاع بين الكيان الصهيوني والاشقاء فى فلسطين وتحديدا غزة والضفة الغربية في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما تلاها من مجازر ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ما تسبب حتى الآن فى استشهاد نحو ٥٥ ألف شخص وإصابة وفقد أكثر من مائة وخمسين ألفا آخرين.
ومع تفاقم الأزمة واحتدام المعارك ظلت مصر على موقفها الثابت منذ اللحظة الأولى بضرورة التوصل إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية حتى يتم إنهاء الصراع بشكل قاطع مع رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم سواء إلى مصر والأردن أو حتى إلى دول أخرى كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي ترامب وتابعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
مصر السيسي موقف تاريخى من القضية الفلسطينية
وهاهي " مصر السيسي" تعلن مجددًا تمسكها بموقفها التاريخى حيال القضية الفلسطينية ولم تفلح معها سياسة " العصا والجزرة " أو ألاعيب الترغيب والترهيب التي لوح بها الغرب ، لاسيما أمريكا وإسرائيل ، ولعل خير دليل على المواقف الشجاعة لزعيم مصر ما ذكره في كلمته التاريخية أمام القمة العربية في بغداد مؤخرا ، والتي أكد خلالها أنه حتى لو استطاعت إسرائيل تطبيع العلاقات مع كافة دول الوطن العربي لن يكون هناك سلام إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ ، وهو الموقف الذى كان ولايزال مثار إعجاب الملايين حول العالم لاسيما فى منطقتنا العربية.
الوقوف على قلب رجل واحد لمواجهة كافة المخاطر أو التهديدات
أخيرا وليس آخرا وكما ذكرت في مقال سابق فإن الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية لا يترك فرصة أو مناسبة إلا ويؤكد أن تراب الوطن خط أحمر لم ولن نسمح لأي كائن من كان المساس به أو حتى الاقتراب منه ، الأمر الذى يتطلب منا جميعا شعبا وجيشا وقيادة الوقوف على قلب رجل واحد لمواجهة كافة المخاطر أو التهديدات، فمصر فى وقت الجد تمتلك ١٢٠ مليون مقاتل هم خير أجناد الأرض كما أخبر الصادق الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل ١٤٠٠ عام .