الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

"هنا القاهرة"، 91 عامًا على انطلاق الإذاعة المصرية.. كيف كانت البداية؟

هنا القاهرة، مرور
"هنا القاهرة"، مرور 91 عامًا على الإعلام الوطني المصري

هنا القاهرة، في يوم 31 مايو من كل عام، تحتفل مصر بـ"عيد الإعلاميين"، الذي يوافق ذكرى انطلاق الإذاعة المصرية عام ، حين صدح صوت الإعلامي والكاتب أحمد سالم بكلماته الخالدة "هنا القاهرة"، معلنًا ميلاد إذاعة وطنية شكلت الوعي المصري والعربي لعقود، ومع مرور الزمن، بات هذا اليوم مناسبة لتكريم الإعلاميين المتميزين، وتأكيدًا على دور الإعلام الوطني في بناء الدولة وتنوير العقول.

انطلاق الإذاعة المصرية: البداية من "هنا القاهرة"

بدأت الإذاعة المصرية بثها الرسمي في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم 31 مايو 1934، بمشاركة شركة "ماركوني" الإنجليزية، وتحت إشراف المستشار الفني مستر "جي وب"، يومها غنت كوكب الشرق أم كلثوم أغنيتها الشهيرة "صوت بلدنا"، تيمنًا ببداية إعلامية جديدة تمثل صوت مصر إلى العالم.

وقد سبقت الإذاعة الرسمية محاولات فردية من خلال إذاعات أهلية في عشرينيات القرن الماضي، اعتمدت على التمويل الإعلاني وتوقفت عن البث في 29 مايو 1934، لتبدأ مرحلة جديدة أكثر احترافية وتنظيمًا بقيادة الدولة.

الإذاعة المصرية، شريك في التغيير السياسي والاجتماعي

لم تكن الإذاعة مجرد وسيلة ترفيه، بل لعبت دورًا محوريًا في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، فكان أول بيان لثورة 23 يوليو 1952 يذاع عبر أثيرها، معلنًا للعالم ميلاد الجمهورية الجديدة، كما تحولت الإذاعة إلى منبر للتأييد والتعبير عن تطلعات الشعب.

"هنا القاهرة"، مرور 91 عامًا على الإعلام الوطني المصري 

وفي عام 1958، أصبحت الإذاعة المصرية مؤسسة عامة تابعة لرئاسة الجمهورية، وتوالت مراحل تطويرها حتى إنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون بقرار جمهوري عام 1971، مما منحها استقلالية أكبر ودفعها نحو الحداثة.

الإعلام المصري مسيرة مهنية وتأثير ممتد

ومنذ انطلاقها وحتى اليوم، قطعت الإذاعة والإعلام المصري شوطًا طويلًا في المهنية والتأثير، حيث غرس الإعلام الوطني قيمًا مجتمعية وأخلاقية أصيلة، وشكل وجدان المواطن المصري، كما امتد تأثيره إلى العالم العربي عبر برامجه المتنوعة وشبكاته المتعددة.

وقد تميزت أجيال الرواد الإعلاميين بالتزامهم بمواثيق الشرف الإعلامي، فكان خيارهم التميز، وهدفهم نشر التوعية وتثقيف المجتمع، ما جعلهم أحد أذرع الدولة القوية الداعمة للاستقرار والتنمية.

المسؤولية الوطنية للإعلام، دور متجدد في ظل "الجمهورية الجديدة"

اليوم، ومع دخول مصر مرحلة التنمية الشاملة وبناء "الجمهورية الجديدة"، تتعاظم مسؤولية الإعلاميين في تقديم محتوى توعوي هادف يعبر عن نبض الوطن، يتطلب ذلك أداءً إعلاميًا مهنيًا، يتسم بالصدق والمصداقية والموضوعية، ويبتعد عن التهويل أو التحريض، ليظل الإعلام صوتًا عاقلاً ومنصفًا.

وتتمثل المسؤولية الوطنية الحقيقية للإعلام في دعم جهود الدولة، وتبصير الرأي العام بما يتحقق من إنجازات، وفي الوقت نفسه تسليط الضوء على مواطن القصور بشفافية وحياد، لإحداث التطوير الإيجابي.

الإعلام الجديد والتحدي الأبرز في العصر الرقمي

ومع ظهور "الإعلام الجديد" القائم على التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، تغيّرت معادلة الإعلام التقليدي، حيث بات الخبر يُنشر في لحظات، سواء كان صحيحًا أو مفبركًا.

ومن هنا، تظهر أهمية تبني الإعلام الوطني لأساليب جديدة قائمة على "إعلام المبادرات"، وتوسيع مساحات النقاش باستضافة الخبراء والمسؤولين لصياغة رؤية إعلامية عصرية.

تم نسخ الرابط