من حضر صلاة عيد الأضحى عفي من خطبة الجمعة، اعرف ماذا قال الفقهاء

حكم اجتماع صلاة الجمعة وصلاة العيد في يوم واحد، مع اقتراب المناسبات الدينية الكبرى، تزايد البحث على محركات الإنترنت حول حكم اجتماع صلاة الجمعة وصلاة العيد في يوم واحد، وهو سؤال يتكرر كل عام عندما يصادف العيد يوم الجمعة.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية، آراء العلماء في الإجابة على تساؤل ما حكم اجتماع صلاة الجمعة وصلاة العيد في يوم واحد؟، ونسلط الضوء على الرأي الراجح منها، مع توضيح ما يجب على المسلم فعله إذا صادف العيد يوم الجمعة.
حكم اجتماع صلاة الجمعة وصلاة العيد في يوم واحد؟، التفاصيل الكاملة
وردًا على تساؤل ما حكم اجتماع صلاة الجمعة وصلاة العيد في يوم واحد؟، فهذه المسألة الفقهية كانت محل نقاش واسع بين العلماء منذ القدم، وقد تباينت آراؤهم إلى 3 أقوال رئيسية:
رأي الأحناف والمالكية: ويرون أن إقامة صلاة العيد لا تسقط عن المسلم فرضية أداء صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه أداء الصلاتين بشكل مستقل في يوم واحد.
رأي الشافعية: وذهبوا إلى أن صلاة العيد تسقط صلاة الجمعة فقط عن من يسكنون في أماكن بعيدة عن المسجد، كأهل البادية أو القرى النائية، وهم من يطلق عليهم "أهل البر" مثل أهل العوالي في المدينة.
رأي الحنابلة (وهو الأقرب للراجح): رقالوا إن من شهد صلاة العيد فلا تجب عليه صلاة الجمعة، وله أن يصلي الظهر بدلاً منها، وهذا الرأي له ما يسنده من النصوص والاعتبارات الفقهية.
لماذا يعتبر رأي الحنابلة الأقرب للصواب؟
يرى كثير من العلماء أن رأي الحنابلة هو الأقرب للصواب، لعدة أسباب شرعية ومنطقية، من أبرزها:
حديث صحيح عند أبي داود وغيره: ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون"، وهذا الحديث يفيد أن من حضر صلاة العيد، فقد أُعفي من حضور الجمعة.
قاعدة إدخال العبادة في مثلها: كما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية، فإن الشريعة تميل إلى التيسير، وإذا اجتمعت عبادتان من جنس واحد (مثل صلاة العيد وصلاة الجمعة)، فإن أداء إحداهما يغني عن الأخرى، تمامًا كما يغني الغسل عن الوضوء إذا نوي به الطهارة الكبرى.
التيسير وعدم المشقة: إلزام الناس بصلاة الجمعة بعد العيد مباشرة قد يسبب عليهم مشقة ويعكر صفو الفرح والسرور، وهو ما يخالف مقصود العيد من البهجة والتوسعة، وقد أشار لذلك أيضًا ابن تيمية، ووافقه العلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين، وهو ما أفتت به اللجنة الدائمة للإفتاء.
ماذا يفعل المسلم إذا حضر صلاة العيد؟
مع رجحان القول بجواز عدم حضور الجمعة لمن أدى صلاة العيد، فإن الأمر لا يخلو من تفاصيل ينبغي معرفتها:
من الأفضل حضور صلاة الجمعة لمن استطاع، لما في ذلك من الأجر والثواب، وعدم الدخول في خلاف بين العلماء.
من لم يحضر الجمعة، فيجب عليه أن يصلي الظهر في وقتها، أربع ركعات كما هو معروف.
على الإمام إقامة صلاة الجمعة في المسجد لمن لم يحضر صلاة العيد، أو لمن أراد أن ينال فضل الصلاتين معًا.