الجمعة 13 يونيو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

أسباب هزيمة العرب في حرب 1948، مؤرخ يفجر مفاجأة

أسباب هزيمة العرب
أسباب هزيمة العرب في حرب 1948

أسباب هزيمة العرب في حرب 1948، ثار حولها  جدل  كبير لتفسير نكبة الجيوش العربية أمام العصابات الصهيونية، وقد تركز هذا الجدل على الأخطاء التي ارتكبها الملوك والحكام والساسة العرب من جهة، وقادة الجيوش العربية من جهة أخرى.

تقرير قائد القوات المصرية، شهادة من قلب الأحداث

قال الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ، أن اللافت للنظر أن التقرير العام لقائد القوات المصرية بفلسطين، والذي سجل قبل انتهاء العمليات العسكرية، يتضمن آراء رؤساء أركان حرب الجيوش العربية حول أسباب التدهور في فلسطين، وقد عكس التقرير حقيقة ما جرى بعد إعلان قيام الدولة اليهودية في 14 مايو 1948، ودخول القوات العربية لإنقاذ فلسطين.

أسباب هزيمة العرب في حرب 1948، استهانوا بعدو يفوقهم عددًا وعدة

انعقد مؤتمر رؤساء أركان حرب الجيوش العربية في القاهرة يوم الأربعاء 10 نوفمبر 1948، وانتهى برفع توصية إلى اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية، ولعل أبرز ما ورد في هذه التوصية جاء تحت عنوان "ما يجب على الحكومات العربية أن تقوم به"، وجاء كالتالي:

  • تدارك ما تحتاجه الجيوش العربية من الأسلحة والذخائر والمهمات والطائرات والقوة البحرية، وتجاوز جميع العراقيل مهما كلف الأمر من جهود وتضحيات.
  • تسخير كل ما في البلاد العربية من موارد، واستخدام جميع الإمكانات لأغراض الحرب، ولو أدى ذلك إلى إعلان التعبئة العامة.
  • ترك حرية العمل للعسكريين وتقديم الاعتبارات العسكرية على غيرها، وحصر كل جهود الحكومات العربية في تأمين احتياجات الجيوش وتلبية مطالبها.
  • يجب على السياسيين إطلاع العسكريين دائمًا على الموقف السياسي، كي يضعوهم في الصورة الصحيحة حسب قدرات الجيوش والموقف السياسي.

أسباب التدهور العسكري العربي

أرجع المؤتمر أسباب التدهور العسكري إلى مجموعة من العوامل أبرزها:

  • عدم وجود قيادة موحدة للجيوش العربية.
  • غياب التعاون والتنسيق بين الجيوش الشقيقة.
  • ضعف الاستعداد لخوض حرب نظامية حديثة.
  • انخفاض مستوى التدريب العسكري.
  • عدم استغلال الهدنة لتصحيح الأخطاء كما فعل العدو.

ومع رؤية غيوم المعارك بدأ شهود العيان والمراقبون، عربًا وأجانب، يتحدثون عن عوامل الفشل العربي، وكاد يجمع معظمهم على أن الاستهانة بالعدو، ونقص المعلومات عنه، وعدم إدراك أهدافه الحقيقية، كانت عوامل أساسية في الهزيمة.

ومن بين أهم أسباب هزيمة العرب في حرب 1948 عدم وضوح أهداف الجيوش العربية من دخول الحرب، واضطراب الخطط العسكرية، والافتقار إلى التنسيق، ما أدى في تفاقم الانهيار.

أسباب هزيمة العرب في حرب 1948، استهانوا بعدو يفوقهم عددًا وعدة

صراع القيادات وتدخل السياسيين

الصراع السياسي بين الحكام العرب، وسيطرة الشك وعدم الثقة، كان لهما أثر بالغ في فشل الجيوش، فالقرارات السياسية كثيرًا ما كانت تتدخل في سير العمليات العسكرية دون فهم دقيق لما يدور على أرض المعركة.

ولم يكن هذا فحسب بل كانت هناك أخطاء فادحة من القيادات العسكرية قبل الهدنة وبعدها، فضلًا عن الدعم الغربي للعصابات الصهيونية، والذي رجح كفة الميزان لصالحهم.

العرب يستهينون بجيش منظم

ويرى البعض أن استهانة العرب بالعدو ترجع لنقص المعلومات، فقد فشلت أجهزة الاستخبارات والحكومات في تقدير القوة الحقيقية للعصابات الصهيونية، التي لم تنتظر إعلان قيام الدولة لتؤسس جيشها.

فمنذ صدور وعد بلفور عام 1917، بدأت التنظيمات الصهيونية في تشكيل وحدات قتالية مثل شتيرن، والأرغون، وزفاي ليومي، والبالماخ، والهاجاناه، وقد تم دمج هذه التنظيمات لاحقًا لتأسيس جيش الدفاع الإسرائيلي.

أسباب هزيمة العرب في حرب 1948، استهانوا بعدو يفوقهم عددًا وعدة

جيش صهيوني يفوق الجيوش العربية عددًا وعدة

وبحسب ما سجله ديفيد بن جوريون في يومياته عن شهر أكتوبر 1948، فقد بلغ عدد مقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي 108,296 مقاتلًا، أي ثلاثة أضعاف حجم الجيوش العربية مجتمعة، وهذا يضعنا أمام تساءل وهو هل كان استخفاف العرب بهذه القوة في محله.

وقامت الحركة الصهيونية، منذ عام 1936، بإنشاء مصانع أسلحة سرية داخل فلسطين، والتي أنتجت مدافع هاون وذخائرها، وعشية صدور قرار التقسيم أمر بن جوريون هذه المصانع بإنتاج 20,000 بندقية، و10,000 رشاش، و500,000 مسدس رشاش، و4.5 مليون رصاصة.

وشجعت القيادة الصهيونية شراء الأسلحة من الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، بل تم شراء معامل إنتاج أسلحة وشحنها سرًا إلى فلسطين.

أسباب هزيمة العرب في حرب 1948، استهانوا بعدو يفوقهم عددًا وعدة

نكبة 1948 لم تكن هزيمة عسكرية فحسب، بل كانت نتيجة تضافر عوامل سياسية وعسكرية ونفسية ومعلوماتية، وقد دفعت الأمة العربية ثمنًا باهظًا لاستهانتها بعدو كان أكثر استعدادًا وتنظيمًا وتسليحًا، بينما كانت الجيوش العربية تعاني من غياب الرؤية والتخطيط والتنسيق.

تم نسخ الرابط