باحث لـ"الأيام المصرية": عيد استقلال الأردن ليس وليد لحظة عابرة بل ثمار كفاح

عيد استقلال الأردن، قال الدكتور محمد الطماوي، الكاتب والباحث في الاقتصاد السياسي الدولي، إن الخامس والعشرين من مايو يحمل في وجدان الأردنيين معانيَ عميقة للكرامة والسيادة، حيث إنه اليوم الذي استعاد فيه الأردن استقلاله الكامل من الانتداب البريطاني عام 1946، ليعلن بذلك ميلاد دولة عربية حديثة، مضيفًا أن هذه الذكرى لا تعد مجرد مناسبة بروتوكولية، بل هي محطة وطنية نابضة بالمعاني، تستحضر تاريخًا من النضال والتضحية، وتفتح أمام الأجيال آفاقًا واسعة للمستقبل بعزم لا يلين.
وأوضح الطماوي في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن الاستقلال لم يكن وليد لحظة عابرة أو منحة سياسية مفاجئة، وإنما جاء ثمرة كفاح طويل خاضه الأردنيون سياسيًا وشعبيًا ودبلوماسيًا، منذ أن وطأت أقدام الملك المؤسس أرض الأردن، مشيرًا إلى أن تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 كان اللبنة الأولى في هذا البناء الوطني، حتى تحقق الاستقلال التام الذي أقرته عصبة الأمم وباركته الأمم المتحدة، فأصبح الأردن دولة ذات سيادة وعضوية كاملة في المجتمع الدولي.
وأكد أن المملكة الأردنية الهاشمية، منذ لحظة الاستقلال، سلكت طريقًا واضحًا من التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، موضحًا أن الملوك الهاشميين المتعاقبين ساروا على نهج الملك المؤسس، وصولًا إلى عهد الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الذي يقود الأردن برؤية إصلاحية شاملة، ترتكز على التنمية المستدامة، وتعزيز الاستقرار، والانفتاح على العالم، وتوسيع الحضور الأردني الإقليمي والدولي.
وتابع الطماوي أن مسيرة الاستقلال لم تكن سهلة أو خالية من التحديات، بل واجه الأردن أزمات كبيرة، في مقدمتها القضية الفلسطينية، والتقلبات الإقليمية، والضغوط الاقتصادية، إلى جانب موجات اللجوء المتعاقبة التي أثقلت كاهل الدولة، مستطردًا بأن الأردن رغم كل ذلك، استطاع أن يحافظ على مكانته كدولة محورية في الإقليم، تقف دومًا إلى جانب قضايا العدل، وتتبنّى منهج الحوار والاعتدال، وتحترم التنوع، وتُعلي من قيم الوسطية.
وأشار إلى أن مظاهر الاحتفال بالاستقلال، من رفع الأعلام وترديد الأناشيد الوطنية وتنظيم الفعاليات الثقافية والعسكرية، تعكس مشاعر الفخر والاعتزاز والانتماء التي يحملها الأردنيون تجاه وطنهم وقيادتهم، مؤكدًا أن هذه المناسبة تمثل فرصة لتجديد العهد بالولاء، وللتأكيد على وحدة الصف والالتفاف حول العرش الهاشمي.

دور الملك عبد الله الثاني في نهضة الأردن
وحول دور الملك عبد الله الثاني في نهضة الأردن الحديثة، قال الطماوي إن جلالته، منذ توليه العرش عام 1999، تبنّى رؤية شاملة للإصلاح والتنمية، تقوم على تمكين الإنسان الأردني وتعزيز كفاءة المؤسسات، مضيفًا أن الملك أطلق مبادرات كبرى، مثل رؤية التحديث الاقتصادي وخارطة التحديث الإداري، التي تسعى إلى تحسين معيشة المواطن، وجذب الاستثمارات، وخلق فرص العمل.
وأوضح أن الملك لم يغفل جانب التعليم والصحة، بل أولاهما أولوية كبرى، بالتوازي مع التحول الرقمي، وتعزيز ثقافة الحوار، وسيادة القانون، مشيرًا إلى أن الملك عبد الله الثاني يعمل على توسيع قاعدة المشاركة السياسية، من خلال دعم الحياة الحزبية، وتمكين الشباب والمرأة، بما يضمن بناء مجتمع أكثر تماسكًا ومشاركة.

واختتم الدكتور محمد الطماوي، الكاتب والباحث في الاقتصاد السياسي الدولي تصريحه مؤكدًا أن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، سيبقى واحة أمن واستقرار، ونموذجًا يحتذى به في الاعتدال والحكمة، مهما بلغت التحديات.