السفير الأمريكي السابق في سوريا: دربت أحمد الشرع على الانتقال من الإرهاب إلى السياسة

كشف روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا، في تصريحات مثيرة، تفاصيل غير مسبوقة حول بدايات التحول السياسي للرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم "أبو محمد الجولاني"، قائد "هيئة تحرير الشام".

وأوضح فورد أن جهات دولية تواصلت معه مطلع عام 2023 لمساعدتها في دمج الشرع في الحياة السياسية، بعيدًا عن مسارات العنف والتطرف، وهو ما تحقق لاحقًا بسيطرة الأخير على دمشق وتوليه منصب الرئيس الانتقالي.

بداية التحول، من "الجولاني" إلى "الرئيس أحمد الشرع"

صرح فورد أن منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات تواصلت معه في بداية 2023، بهدف إعداد الجولاني – الذي لم يكن قد كشف بعد عن اسمه الحقيقي "أحمد الشرع" – للاندماج في الحياة السياسية كبديل عن العمل المسلح، وأوضح أن اللقاء الأول بينهما تم في إدلب، حيث قال له بالعامية العربية: "ما كنتش أتخيل بعد مليون سنة إني هقعد جنبك، بلحية ولبس عسكري"، ورد عليه الشرع بابتسامة: "ولا أنا كمان".

وأكد فورد أنه التقى بالشرع مرتين في 2023، ثم التقى به للمرة الثالثة في القصر الرئاسي بدمشق في يناير 2025، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرة الشرع على الحكم خلال حرب خاطفة في ديسمبر 2024.

لقاءات شخصية داخل القصر الرئاسي بدمشق

روى فورد أن الشرع كان يتمتع برباطة جأش غير معتادة، قائلًا قلت له: ما كنتش أتخيل أشوفك هنا، ولو بعد مليون سنة، فابتسم الشرع مجددًا وقال: " "بحب أفاجئك يا سعادة السفير".

وتعكس هذه العبارات تحولًا دراميًا في مسار شخصية الجولاني، من زعيم لفصيل مسلح إلى رئيس دولة خلال ظرف سياسي وعسكري معقد.

تنظيم داعش يهاجم أحمد الشرع بعد لقائه مع ترامب

وفي تطور آخر، شن تنظيم داعش الإرهابي هجومًا إعلاميًا عنيفًا على أحمد الشرع بعد لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض، واعتبر التنظيم أن هذا اللقاء يكشف عن الخلاف العقائدي العميق بين الشرع وداعش، مؤكدًا أن المشكلة ليست سياسية بل دينية، واصفًا الشرع بأنه "استبدل ملة إبراهيم باتفاقيات أبراهام"، في إشارة للاتفاقيات التطبيعية بين بعض الدول العربية وإسرائيل.

وأضاف بيان داعش أن الشرع قام بتقديم "تنازلات كبرى" في سبيل الحصول على دعم أمريكي ودولي، قائلًا إن "الرئاسة منحته القوة، لكنها سلبته دينه وشرفه"، على حد وصفهم.

التحول السياسي للشرع يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الإقليمية

أثار صعود أحمد الشرع إلى رئاسة سوريا جدلًا واسعًا على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة أن شخصيته كانت لسنوات رمزًا للحركات الجهادية المسلحة، إلا أن تحوله السياسي السريع، ولقاءاته مع شخصيات بارزة، ومشاركته في اتفاقيات دولية، جعلت منه نموذجًا جدليًا لتحولات الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.

كما أكد السفير الأمريكي السابق أن ما حدث لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة لجهود تمتد منذ 2023 لإعادة دمج قادة الفصائل في المشهد السياسي، معتبرًا أن دمشق اليوم ليست كدمشق الأمس، وأن التغيير في سوريا "ربما بدأ من حيث لم يتوقع أحد".