فلسطينيون لـ"الأيام المصرية": تصريح الرئيس السيسي بقمة بغداد جريء ويوجه رسالة للدول التي تريد التطبيع

قال محمد علوش عضو المكتب السياسي للجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، إن الموقف الذي عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة بغداد موقف في غاية الأهمية ويعبر عن رؤية سياسية واضحة وناضجة من قبل مصر العربية أنه لا يمكن تحقيق أي سلام واستقرار في منطقة الشرق الأوسط إلا بحل عادل القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية وكل ما يجري من عمليات تطبيع حتى لو نجحت إسرائيل في اختراق وبناء علاقات طبيعية مع الدول العربية إلا أنها بكل تاكيد لا يمكن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة الا من خلال المسار الفلسطيني المتعلق بمعالجة أساس الصراع العربي الإسرائيلي متمثل بالقضية الفلسطينية وأي مسار سياسي آخر بكل تأكيد ربما يضعف من مكانه القضية الفلسطينية كقضية عادلة للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأكد محمد علوش في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية: "نحن نثق في الدعم المصري المستمر للقضية الفلسطينية وهي مواقف تاريخية ثابتة لدى القيادة المصرية ومن هنا نؤكد على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي جامع اتجاه الالتزام بمبادرة السلام العربية وأن لا يكون هناك أي تطبيق عربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي حتى لو سعت الإدارة الأمريكية إلى محاولة فرض مثل هذه المسارات مهما بلغت التحديات إلا بحل فلسطينية على أساس الثوابت والشرعية الدولية وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلهد على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس".
وأشار علوش إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، فرغم ان العنوان الأساسي للزيارة كان العلاقات الاقتصادية الاستثماري المتعلق بجذب المشاريع والأموال للخزينة العامة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط لكنه أيضاً كان يسعى إلى محاولة تطبيع بعض المواقف العربية لاستكمال مسار ما يسمى بالسلام الإقليمي والسلام الإبراهيمي على حساب القضية الفلسطينية
وأضاف عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن الأولوية الآن في ظل التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني هي وقف العدوان المسعور الإسرائيلي على الفلسطينيين المدعوم من قبل الإدارة الأمريكية وضرورة أن يكون هناك جهود نحو فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية وضمان تدفق المساعدات إلى المستحقين من أبناء الشعب الفلسطيني وحقن الدماء وهذا هو التحدي الأساسي في هذه المرحلة إلى أي استئناف لأي مفاوضات سياسية على أساس العمق العربي والدعم العربي للقضية بما في ذلك الدعم الكبير من قبل الأشقاء في مصر تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تخص الأمن القومي المصري.

نعمان العابد: الرئيس السيسي وجه العديد من الرسائل للاحتلال الإسرائيلي
فيما قال نعمان العابد المحلل الفلسطيني والباحث في العلاقات الدولية والشؤون القانونية إن أبرز الخطابات القوية التي قيلت خلال انعقاد القمة العربية في بغداد تناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي وجه من خلالها العديد من الرسائل، حيث إن أهم الرسائل كانت موجهة لكيان الاحتلال الاسرائيلي بعد اتفاقات التطبيع التي عقدها مع العديد من الدول العربية مجاناً
وأضاف نعمان العابد في حديث خاص لـ الأيام المصرية أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتوهم أنها من خلال هذه الاتفاقيات ومن خلفها الإدارة الأمريكية تستطيع أن تعيش بأمن وسلام بالمنطقة دون أن تتطلب ذلك دفع الاحتلال الاسرائيلي للأثمان المطلوبة والتي أهمها إقامة السلام العادل من خلال حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة
ولفت العابد إلى أن الرئيس السيسي كان واضحًا وصريحًا وجريئًا في هذا الطرح عندما أكد أنه لا يمكن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة دون إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في دولته وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لذلك كان هذه رسالة واضحة وضوح الشمس للجانب الإسرائيلي ولدى حكومة بنيامين نتنياهو أن عليها إنهاء الاحتلال في المنطقة سواء في فلسطين ولبنان وسوريا.
ولفت نعمان العابد إلى أن الرئيس السيسي ذكر منطقة الجولان من ضمن الأراضي العربية المحتلة رغم أن الإدارة الأمريكية في ولايتها الأولى حيث كان ترامب اعترف بالجولان ضمن دولة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن هذا أيضاً تحدي لهذه الاعترافات من قبل الاداره الأمريكية
وأكد أن الرئيس السيسي كان جريئًا في تصدي لمخططات الأمريكان في موضوع تهجير الفلسطينيين عندما أبلغ الإدارة الأمريكية وأبلغ الجميع رفضه لكل هذه المخططات الأمريكية بالتنسيق المشترك مع الأردن ولذلك هذه من أهم الرسائل التي خرجت فيها القمة العربية
وتابع أن خطاب الرئيس السيسي من أبلغ وأقوى الرسائل التي وجهت سواء للاحتلال الإسرائيلي أو الراعي الأمريكي لهذه الدولة وللدول التي وقعت على اتفاقيات التطبيع رغم عدم وجود بينها وبين الاحتلال الاسرائيلي أي مصالح مشتركة وأراضي محتلة.

د. نزار نزال: الولايات المتحدة غير متناغمة مع الوسطاء
قال الدكتور نزار نزال المحلل الفلسطيني والخبير في الشأن الإسرائيلي إنه بالتزامن مع الجهود المصرية لوقف المذبحة داخل قطاع غزه لكن مع شديد الأسف الولايات المتحدة الأمريكية غير متناغمة مع الوسطاء ولا تريد تبني وجهة نظر مصر أو قطر
وأشار الدكتور نزار نزال في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة لم تجد حيز من الوقت للحديث عن غزة، حيث إن ترامب كرس كل وقته في الاستثمارات والصفقات التجارية وترك غزة وحيدة.
وأكد نزال أنه صحيح هناك جهود بذلت من قبل الأشقاء في مصر وما زالت تبذل ولكن الحديث أصبح لا ينفع مع الإسرائيليين بسبب محاولة إبادة الشعب الفلسطيني كلياً وإنهاء وجوده، مؤكدًا أنه يجب استحضار أدوات جديدة وإيجاد جديد وإدخال أساليب وطرق يجب استخدام أوراق ثقيلة موجوده لدى العرب.

وشدد على أن ما يجري لن يكون فقط داخل غزة، حيث إن إسرائيل هي غدة سرطانية في المنطقة ومشروع أكبر من غزة بكثير وهناك دعم كبير غربي فضلاً عن عجز عربي واضح لأنه حتى الآن لم يستطع العرب إدخال شربة ماء أو كسرة خبز والناس في غزة يموتون من الجوع، ولذلك الحديث فيها شيء والممارسة على الأرض شيء آخر.