"شيخ الأزهر أوصى بتعيينها".. حكاية كريستين حنا أول معيدة مسيحية متخصصة في الدراسات الإسلامية

حكاية كريستين حنا، «حقًا وعدلًا تتخذوا تجاه كريستين ما ترونه لازمًا».. هكذا أشار شيخ الأزهر، في تأشيرته على خطاب أرسلته إليه كريستين زاهر حنا، ابنة محافظة بورسعيد، تطلب فيه تعيينها معيدة بكلية التربية – جامعة بورسعيد، لتصبح لاحقًا أول دكتورة مسيحية تتخصص في الدراسات الإسلامية بالجامعات المصرية – بحسب ما ذكرته في تصريحات صحفية.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ حكاية كريستين حنا أول معيدة مسيحية بكلية التربية جامعة بورسعيد بقسم الدراسات الإسلامية، وفقًا لما صرحت به في تصريحات صحفية.
حكاية كريستين حنا، التفاصيل الكاملة
حكاية كريستين حنا، داخل منزلها الكائن بشارع الثلاثيني في حي الشرق بمحافظة بورسعيد، جلست كريستين وسط كتب الدين الإسلامي، وعلى وجهها ابتسامة عريضة، تروي – بنبرة فخر – قصتها، قائلة: “أنا أستاذ دكتور بقسم مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة بورسعيد، وبدايتي مع هذا التخصص تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما التحقت بقسم مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية”.

وأضافت كريستين حنا،: “التحاقي بالقسم واجه العديد من العقبات، لكن بوقوف أهلي وزملائي وأصدقاء والدي تمكنت من تجاوزها، وتوجت هذه المرحلة بحصولي على المركز الأول على دفعتي”.
وتابعت حنا، موضحة أن تعيينها معيدة كأول دكتورة مسيحية في تخصص الدراسات الإسلامية جاء بدعم مباشر من شيخ الأزهر، الذي كتب تأشيرته الحاسمة: “حقًا وعدلًا تتخذوا تجاه كريستين ما ترونه لازمًا”، ما مهد الطريق أمام تعيينها عام 2002.

ومنذ ذلك الوقت، واصلت مشوارها العلمي، حيث حصلت على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، وتمت ترقيتها إلى درجة أستاذ مساعد، حتى نالت درجة الأستاذية في عام 2023.
وأكدت كريستين حنا في تصريحاتها أنها منذ بداية مشوارها الدراسي كانت تدرس مواد في التخصص الإسلامي، وتحفظ سورًا قرآنية وأحاديث نبوية، مشيرة إلى أنها كانت الطالبة المسيحية الوحيدة بين 92 طالبًا مسلمًا، وتمكنت رغم ذلك من تحقيق المرتبة الأولى بتقدير "جيد جدًا مع مرتبة الشرف".
وأضافت كريستين أنه: “رغم أن أساتذتي أعفوني من حفظ بعض السور مثل الإسراء والنور والنبأ، إلا أنني رفضت الإعفاء، وكنت أحفظها وأتلوها وأجودها”.
واستطردت قائلة: “ما درسته عزز في داخلي احترام الآخر والتعامل مع الناس بمحبة وصدق، واليوم أربي بناتي على نفس القيم: المحبة، واحترام الآخر، واحترام جميع الأديان، وعلى رأسها الدين الإسلامي، وهي ذات القيم التي نشأت عليها داخل أسرتي، وما أطبقه اليوم مع أسرتي وزملائي وطلابي”.
وأشادت بالدعم الكبير الذي تلقته من والدها، قائلة: “كان والدي هو الداعم الأكبر لي، بتربيته، محبته، ودعمه، إلى جانب زوجي الحبيب (سامح) الذي ساندني طوال مشواري”.
وفي ختام حديثها، وجهت رسالة للجميع: “المحبة والاحترام هما أساس التعامل؛ فالدين المعاملة. ابحث عن كل ما يجمع بين الأديان، ستجد قيمًا كثيرة. ابتعد عن الاختلافات، ستتمكن من العيش في مجتمعك وأنت تحترم ذاتك، وبالتالي تحترم الآخر”.