يوم النصر الروسي، كيف أنقذ الاتحاد السوفيتي أوروبا من ألد أعدائها (تفاصيل)

ما هو يوم النصر الروسي؟، تزامنًا مع الاحتفالات التي تشهدها موسكو، وتداول العديد من الصور لمجموعة من العروض العسكرية المهيبة بالعاصمة الروسية وبحضور قادة وزعماء العالم، تلبية لدعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة للإجابة على تساؤل ما هو يوم النصر الروسي ؟، وفقًا لرصد قام به محررونا، وجاءت التفاصيل كالتالي:
ما هو يوم النصر الروسي ؟، التفاصيل الكاملة
وردًا على تساؤل ما هو يوم النصر الروسي ؟، تحتفل روسيا في التاسع من مايو كل عام بـ عيد النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، ويعتبر هذا اليوم من أبرز المناسبات الوطنية وأكثرها خصوصية بالنسبة للعديد من الأسر الروسية، كما يمثل فرصة للحكومة لتعزيز خطابها السياسي والوطني.

وهذا العام، استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المناسبة لربط ذكرى النصر بالحرب الجارية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن "العملية العسكرية الخاصة" تحظى بدعم شعبي واسع، رغم دخولها عامها الرابع.
وجاء ذلك في ظل تشديدات أمنية مشددة ترافقت مع العرض العسكري التقليدي في الساحة الحمراء، خاصة بعد تعرض العاصمة لهجمات أوكرانية مؤخرا.

الحرب العالمية الثانية، التي تعتبر أعنف نزاع مسلح في تاريخ البشرية، اندلعت في سبتمبر 1939 مع غزو ألمانيا لبولندا، لكنها في الرواية الروسية تبدأ في يونيو 1941 حين هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفيتي.

وانتهت الحرب في أوروبا بعد توقيع ألمانيا على وثيقة استسلام غير مشروط في مايو 1945، ورغم توقيع الاستسلام في فرنسا يوم 7 مايو، إلا أن التوقيع النهائي جرى قرب برلين في وقت متأخر من يوم 8 مايو، وبدأ سريان وقف القتال رسميا بعد منتصف الليل بتوقيت موسكو، ما جعل روسيا والدول المتحالفة معها تحتفل في 9 مايو.

خلال العقود التي تلت الحرب، تطور هذا اليوم من مناسبة احتفالية محلية إلى أداة سياسية قوية، خصوصا منذ عهد الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف الذي جعله عطلة رسمية وطنية في ستينيات القرن الماضي، وكرّسه لتعزيز الشعور القومي.

ومع تولي بوتين السلطة في مطلع القرن الحادي والعشرين، جرى توسيع هذا الدور الرمزي ليوم النصر بشكل ملحوظ، حتى أصبح جزءاً من الهوية الوطنية الروسية، وفي تعديل دستوري عام 2020، تم تثبيت الرواية الرسمية الروسية حول النصر ومنع التشكيك فيها.
ويؤكد المؤرخون أن "عبادة النصر" التي أحياها بوتين تتجاوز مجرد الاحتفاء بالتاريخ، إذ تستخدم لأغراض دعائية وسياسية داخلية وخارجية، ورغم نشر ملايين الوثائق التاريخية، أغفل جانب كبير من التضحيات الإنسانية في الرواية الرسمية.
وفي سياق مشابه، بدأت في عام 2011 مبادرة أهلية سميت "الفوج الخالد" لإحياء ذكرى قتلى الحرب من خلال مسيرات شعبية يرفع فيها الناس صور أحبائهم، إلا أن السلطات سرعان ما استحوذت على هذه المبادرة وحولتها إلى فعالية رسمية، تستخدمها لترسيخ الرواية الحكومية للحدث.
وتظهر الاحتفالات السنوية الضخمة مدى الاهتمام الروسي بإبراز القوة العسكرية، كما حدث في عام 2020 عندما شارك عشرات الآلاف من الجنود والمعدات العسكرية في عرض نقل إلى يونيو بسبب جائحة كورونا.

واليوم، وفي ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، تحاول روسيا استغلال هذه الذكرى لتبرير "عمليتها العسكرية" بوصفها امتدادا للحرب ضد الفاشية، رغم أن هذا الادعاء يتعارض مع الواقع اليومي في أوكرانيا.

ومع تراجع عدد المحاربين القدامى والشهود الأحياء على تلك الحقبة، أصبح يوم النصر أداة دعائية في المقام الأول، ويبدو أن الدولة تسعى لاستخدامه مجدداً لترسيخ شرعية تحركاتها العسكرية تحت غطاء من الوطنية والتاريخ.