الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

من هو مسعود أزهر؟ زعيم "جيش محمد" الذي أشعل فتيل التوتر بين الهند وباكستان

من هو مسعود أزهر؟
من هو مسعود أزهر؟ زعيم "جيش محمد"

تتصاعد التوترات بين الهند وباكستان، وتزامن مع ذلك عودة اسم مسعود أزهر إلى الواجهة كأحد أبرز قادة الجماعات المسلحة في جنوب آسيا، أزهر الذي تصنفه الأمم المتحدة إرهابيًا دوليًا، يقود جماعة "جيش محمد"، المتهمة بتنفيذ عدد من أكثر الهجمات دموية على الأراضي الهندية.

وقد شكلت غارات جوية هندية استهدفت معاقل الجماعة في باكستان، ردًا على تفجير في كشمير أسفر عن مقتل 40 جنديًا هنديًا، أحدث فصول النزاع المستعر بين القوتين النوويتين.

مسعود أزهر، النشأة والمسار الجهادي

ولد مسعود أزهر عام 1968 في مدينة باهاوالبور الباكستانية لعائلة متدينة، ودرس في جامعة العلوم الإسلامية بكراتشي، وتخرج في مركز جامعة بنورية للتعليم الديني حيث عين لاحقًا مدرسًا، وكانت بداياته القتالية في أفغانستان عام 1989، حيث انخرط مع الجهاديين ضد القوات السوفيتية، وبعد عودته، بدأ في الترويج لأفكار الجهاد المسلح من خلال خطبه وكتاباته، وأسس مجلة "صدى المجاهد" التي عبرت عن عقيدة الجماعات الجهادية في كشمير.

الاعتقال في الهند والعودة إلى الساحة

وفي عام 1994، تم اعتقال أزهر في كشمير الهندية بتهم تتعلق بالإرهاب لاحقًا، اكتسب اسمه شهرة واسعة بعد حادثة اختطاف طائرة هندية عام 1999 من نيبال إلى أفغانستان، حيث طالب الخاطفون بالإفراج عنه، ومع استسلام الهند للمطالب، أطلق سراحه، ليؤسس بعدها جماعة "جيش محمد" في كراتشي.

من هو مسعود أزهر؟ زعيم "جيش محمد"

تأسيس "جيش محمد" وتصاعد العمليات

أعلن عن تأسيس جماعة "جيش محمد" عام 1999، وأصبحت سريعًا من أبرز الجماعات المسلحة التي تستهدف القوات الهندية، خاصة في إقليم كشمير، وفي أبريل 2000، نفذت الجماعة أول تفجير انتحاري في كشمير، تبعه هجوم على برلمان جامو وكشمير، ثم على البرلمان الهندي في دلهي نهاية العام ذاته.

وشهد عام 2016 سلسلة هجمات اتهمت الجماعة بتنفيذها، أبرزها على قاعدة باثانكوت الجوية، والقنصلية الهندية في مزار شريف، وهجوم على قاعدة عسكرية في أوري وفي 2019، نفذت الجماعة تفجيرًا انتحاريًا في بولواما أودى بحياة 40 جنديًا هنديًا، مما دفع الهند لشن غارات جوية على معسكرات الجماعة داخل باكستان.

تصنيف الجماعة دوليًا كمنظمة إرهابية

تم تصنيف "جيش محمد" كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة عام 2001، وبعد الهجوم في بولواما، أدرجت الأمم المتحدة زعيم الجماعة مسعود أزهر على قائمة الإرهاب الدولي، رغم اعتراضات سابقة من الصين.

وتتهم الهند الجماعة بأنها أداة باكستانية لضرب الاستقرار في كشمير، بينما تقول إسلام آباد إنها حظرت الجماعة منذ عام 2002، إلا أن تقارير تؤكد أنها لا تزال تنشط تحت أسماء مختلفة مثل "تنظيم الفرقان".

الهجمات الأخيرة والهند على حافة الحرب

وفي أحدث فصول التصعيد، شنت الهند غارات جوية على تسعة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، بينها جامع "سبحان الله" في باهاوالبور، الذي تزعم نيودلهي أنه يستخدم كمركز تدريب لجماعة "جيش محمد"، وقال مسعود أزهر إن الغارات قتلت عشرة من أقاربه، بينهم خمسة أطفال، وندد بما وصفه "جبن مودي واستهداف الأبرياء".

من هو مسعود أزهر؟ زعيم "جيش محمد"

باكستان من جهتها، قالت إن الهجمات أصابت مواقع مدنية ومساجد، متهمة الهند بارتكاب عدوان ضد المدنيين، ما ينذر بتصعيد خطير في العلاقة بين الجارتين النوويتين.

كشمير، مركز صراع بين الهند وباكستان لا ينتهي

تبقى كشمير، بمرتفعاتها الخلابة ووديانها الخصبة، نقطة اشتعال متواصلة في العلاقة بين الهند وباكستان منذ تقسيم شبه القارة عام 1947، ومع تزايد العمليات الإرهابية في المنطقة، يرى المسؤولون الهنود أن تشديد القبضة الأمنية أمر ضروري لحماية البلاد من الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج.

وفي أغسطس 2019، ألغت الهند الوضع الخاص لإقليم جامو وكشمير، ما زاد من حدة التوترات الداخلية والإقليمية، وأثار سخط السكان المحليين ذوي الأغلبية المسلمة.

تم نسخ الرابط