مناوشات أم مواجهة شاملة، هل العالم على وشك ضربات نووية بين الهند وباكستان؟

حرب الهند وباكستان .. رغم أن التصعيد بين الهند وباكستان ليس بجديد، فقد شهد العالم مواجهات بينهما في أواخر أربعينيات القرن الماضي وكذلك في فترة الستينيات، إلا أن هذا التصعيد هذه المرة تشوبها حالة من القلق العالمي الشديد.
وشنت الهند خلال الساعات هجمات عسكرية تحت اسم "سيندور" بهدف استهداف البنية التحتية التابعة للجماعات الإرهابية وهما “جماعة لاشكاري طايبة” و"جيش محمد" في إقليم كشمير والتي تقول إنها تحظى بدعم باكستان رغم أن إسلام أباد نفت.
الضربات الهندية الهندية بالصواريخ الباليستية لم تستهدف مواقع عسكرية، إنما ضربت أهداف مدنية من بينها مساجد ومدارس تقول إنها تأوي عناصر من هذه الجماعات، مما أسفر عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الباكستانيين، لترد باكستان سريعًا بإسقاط طائرات هندية منها طائرات رافال وميراج، مهددة بالرد الحازم والواسع ضد الهند، فهل يلجأ الجانبان إلى الهجوم النووي؟

مدى توقعات نشوب حرب نووية بين الهند وباكستان
في هذا الصدد تقول الدكتورة تمارا برو، الباحثة في الشئون الإسيوية، إن توجيه الضربات النووية بين نيودلهي وإسلام أباد أمر خطير جدًا، مؤكدة أن البلدين لا يريدان اللجوء إلى هذا الخيار.
وتوضح الدكتورة تمارا برو في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن باكستان سعت لمحاولة حل هذه الأزمة من الناحية الدبلوماسية والسياسية، حيث لجأت إسلام أباد إلى مجلس الأمن وأكدت أنها ستتعاون في أي تحقيق كمحايد حول قضية الهجوم المسلح على كشمير، بينما الهند عندما وجهت ضرباتها إلى باكستان قالت إنها لا تريد التصعيد.
وأوضحت أن الهند وباكستان لا تريدان تحويل المناوشات إلى مواجهة شاملة، لكنهما في نفس الوقت لا يريدان الظهور بموقف الضعيف أمام شعبهما والعالم.

وتشير إلى أنه في حال خسارة أحدهما الحرب فسيتم اللجوء إلى استخدام أسلحة أكثر شدة وتطورًا لكن يبقى الهجوم النووي هو الخيار الأخير بهدف الردع ، مستعبدة شن حرب شاملة أو نووية.
وتضيف الباحثة أن الدولتان تعرفان جيدًا مدى خطورة استخدام السلاح النووي لأن ذلك سيؤثر سلبًا على الطرفين وسيؤدي إلى وفاة الملايين من البشر، فضلًا عن الأضرار بالبيئة نتيجة الإشعاعات المنبثقة من الأسلحة النووية، ولذلك الخيار النووي مستبعد من الدولتين تمامًا وتبقى الحرب التقليدية هي الأقرب في حالة نشوب حرب شاملة رغم أنها مستبعدة بالتزامن مع الضغوط الدولية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا للتوصل إلى تهدئة التوترات لأنه كما صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأن العالم غير مستعد لتحمل حرب أخرى.

الحرب الهندية الباكستانية تصعيد مدروس
فيما قالت الدكتورة إيريني سعيد، الأكاديمية والمحللة السياسية، إن المواجهة بين الهند وباكستان تحكمها العديد من العوامل الداخلية والخارجية والتي قد تدفع الطرفان إلى أن يكون التصعيد مدروسًا ومحسوبًا.
وأضافت الدكتورة إيريني سعيد في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن المواجهات بين نيودلهي وإسلام أباد ليست جديدة ولا تدعو إلى مزيد من التوترات، لا سيما إلى أن الصراع بينهما كانت منذ عقود على الحدود بينهما وهو إقليم كشمير.
وأشارت سعيد إلى أن هناك من القوميين لدى البلدين يطالبون بضم إقليم كشمير، مؤكدة أن التصعيد تقليدي ويتجه نحو التحركات المدروسة.
وأكدت أن التصعيد سيكتفي ببعض التحركات مثل الحشد العسكري وإغلاق المجال الجوي والانسحاب من بعض الاتفاقيات مثل اتفاقية نهر السند الذي يغطي أكثر من 70% من احتياجات باكستان، مستبعدة اللجوء إلى حرب شاملة.
