ترامب، إعلان تغيير اسم الخليج العربي خلال زيارة السعودية القادمة

يخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لـ القيام بالإعلان عن أن الولايات المتحدة الأمريكية، ستبدأ رسميا في الإشارة إلى الخليج الفارسي باسم "الخليج العربي"، أو "خليج العرب" خلال زيارته إلى السعودية الأسبوع المقبل، وفق ما ذكرت وكالة أسوشيتد بوست.

وتأتي هذه الخطوة لتعزيز العلاقات مع دول الخليج العربية، وهي تشكل انقطاعًا عن الأعراف الدولية القائمة منذ فترة طويلة، ومن المرجح أن تثير رد فعل حاد من إيران، التي تشترك في أطول خط ساحلي على طول المسطح المائي.

وذكر مسؤولان أمريكيان، إن الإعلان عن استخدام اسم "الخليج العربي" سيتم أثناء زيارة ترامب للرياض، في إطار جولة إقليمية تشمل قطر والإمارات العربية المتحدة، الدولتان اللتان دفعتا منذ فترة طويلة نحو تغيير الاسم الجغرافي لـ الخليج الفارسي.

وقال أحد المسؤولين "من المتوقع أن يكشف الرئيس عما يسميه "إعادة توجيه تاريخية" للتسميات الأميركية لتعكس بشكل أفضل التحالفات الإقليمية".

أعلن ترامب نفسه، عن إعلان هام خلال اجتماع في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء. وقال: "سيكون هذا أحد أهم الإعلانات التي صدرت منذ سنوات عديدة حول موضوع معين، موضوع بالغ الأهمية".

يُعرف هذا البحر الداخلي عالميًا باسم الخليج الفارسي، منذ القرن السادس عشر على الأقل، وقد أصبح اسمه قضيةً سياسيةً وثقافيةً مشحونة. 

كثيرًا ما تستخدم الدول العربية مصطلح "الخليج العربي" في وثائقها وخرائطها الرسمية، بينما تعتبر إيران هذا المصطلح التاريخي مسألةً تتعلق بالهوية الوطنية.

قال دبلوماسي إيراني في طهران، شريطة عدم الكشف عن هويته: "الخليج الفارسي ليس مجرد اسم، بل هو جزء من هويتنا، تغييره تحت ضغط عائدات النفط لن يمحو آلاف السنين من التاريخ".

في عام 2017، خلال إدارة ترامب الأولى، أدت إشارته الأولى إلى ما أسماه "الخليج العربي" إلى رد فعل عنيف من جانب طهران.

إيران: صداقة ترامب للبيع وجغرافيته الأن تباع أيضا 

قال وزير الخارجية الإيراني آنذاك، محمد جواد ظريف: "كان الجميع يعلم أن صداقة ترامب معروضة للبيع لمن يدفع أكثر، والآن نعلم أن جغرافيته معروضة للبيع أيضًا".

وانتقد الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني هذه الصياغة أيضًا، قائلاً إن ترامب يجب أن "يدرس الجغرافيا".

لقد استخدم الجيش الأمريكي بشكل أحادي مصطلح "الخليج العربي" في اتصالاته لسنوات، ولكن اعتماد البيت الأبيض الرسمي لهذا المصطلح، من شأنه أن يمثل مستوى جديدًا من التأييد، مما قد يؤدي على الأرجح إلى زيادة التوترات مع طهران.

بموجب القانون البحري الدولي، تتولى المنظمة الهيدروغرافية الدولية (IHO) تسمية البحار، وهي تُعرّف هذا المسطح المائي حاليًا باسم "الخليج الفارسي"، وتفعل الأمم المتحدة ومعظم خرائط العالم الشيء نفسه.

في حين أن بإمكان ترامب توجيه الوكالات الفيدرالية الأمريكية لاستخدام اسم مختلف، إلا أنه لا يستطيع فرض هذا التغيير عالميًا. 

تسمية الخليج العربي يتطلب تشريع الكونجرس ليصبح قانونيا

وسيتطلب الأمر تشريعًا من الكونجرس لجعل هذا التغيير دائمًا في القانون الأمريكي، ويمكن لأي إدارة مستقبلية إلغاءه بسهولة.

وقالت ليزا باري، أستاذة القانون الدولي بجامعة جورج تاون: "يمكن لترامب أن يعيد تسميته على ورقة رسمية في البيت الأبيض، لكن هذا لن يغير الإجماع العالمي".

ويأتي إعلان تغيير الاسم في إطار حملة أوسع نطاقا للتوافق بشكل أوثق مع دول الخليج العربية، حيث يسعى ترامب إلى زيادة الاستثمار من المنطقة ودعم سياساته تجاه إيران وإسرائيل.

ترامب: إعادة تسمية خليج المكسيك باسم “خليج أمريكا”

ويأتي هذا الإعلان أيضًا، في أعقاب قرار مثير للجدل في وقت سابق من هذا العام بإعادة تسمية خليج المكسيك باسم "خليج أمريكا" في الاستخدام الحكومي الأمريكي، وهي الخطوة التي أدت إلى معركة قانونية مع وكالة أسوشيتد برس.

وفي نهاية المطاف، حكم قاضٍ فيدرالي بأنه لا يمكن منع وكالة أسوشيتد برس من الوصول إلى الفعاليات الحكومية، بسبب رفضها اعتماد المصطلحات المفضلة للإدارة، مستشهداً بالحماية التي يوفرها التعديل الأول.

مساحة الخليج الفارسي حوالي 251,000 كيلومتر مربع

تبلغ مساحة الخليج الفارسي حوالي 251,000 كيلومتر مربع (97,000 ميل مربع)، ويحده ثماني دول: إيران، والعراق، والكويت، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان. 

وتمثل إيران وحدها أكثر من 1,600 كيلومتر (1,000 ميل) من سواحله.

ترامب يزور المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة 

ومن المقرر أن يزور ترامب المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة في الفترة من 13 إلى 16 مايو الجاري. 

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن ذلك خلال خطاب رئيسي في الرياض، على الرغم من أن المسؤولين قالوا إن التوقيت الدقيق لا يزال غير واضح.