حرب الهند وباكستان، مقتل وإصابة 72 مدنيا خلال هجوم هندي على مستوطنات مدنية باكستانية
أكد أحمد شريف شودري، المدير العام للعلاقات العامة بين الخدمات، الجناح الإعلامي لـ الجيش الباكستاني، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، أن 26 شخصًا على الأقل قتلوا، وأصيب 46 آخرون، نتيجة الهجوم الهندي على ست مستوطنات مدنية في باكستان.
هاجمت الهند باكستان وكشمير الباكستانية، يوم الأربعاء، وقالت باكستان إنها أسقطت خمس طائرات مقاتلة هندية، في أسوأ قتال منذ أكثر من عقدين، بين العدوين المسلحين نوويًا، وفقًا لوكالة رويترز.
قالت الهند إنها ضربت تسعة مواقع "للبنية التحتية الإرهابية" في باكستان، بعضها مرتبط بهجوم شنه متشددون إسلاميون، على سياح هندوس أسفر عن مقتل 26 شخصًا في الجزء الهندي من كشمير الشهر الماضي.
وصرحت إسلام آباد باستهداف ستة مواقع باكستانية، وأن أياً منها لم يكن معسكراً للمسلحين. وصرح متحدث باسم الجيش الباكستاني بمقتل 26 مدنيًا على الأقل وإصابة 46 آخرين.
قال مصدر دفاعي هندي، إن القوات الهندية هاجمت مقر جماعتي، جيش محمد ولشكر طيبة الإسلاميتين المتشددتين.
وقالت وزارة الدفاع الهندية في بيان "أظهرت الهند قدرًا كبيرًا من ضبط النفس في اختيار الأهداف وطريقة التنفيذ".
وقالت باكستان إن الصواريخ الهندية أصابت ثلاثة مواقع، وقال متحدث عسكري، إن خمس طائرات هندية أسقطت، وهو ادعاء لم تؤكده الهند.
لكن أربعة مصادر حكومية محلية في كشمير الهندية قالت لرويترز إن ثلاث طائرات مقاتلة تحطمت في مناطق منفصلة من منطقة الهيمالايا أثناء الليل، مضيفةً أن الطيارين الثلاثة نُقلوا إلى المستشفى.
وأظهرت صورٌ تداولتها وسائل إعلام محلية قطعةً أسطوانيةً كبيرةً متضررةً، من المعدن الفضي اللون ملقاةً في حقلٍ بأحد موقعي التحطم.
ووصفت إسلام آباد الهجوم بأنه "عمل حربي صارخ" وقالت إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي أن باكستان تحتفظ بحق الرد بشكل مناسب على العدوان الهندي.
قال المتحدث العسكري الباكستاني، أحمد شريف شودري: "جميع هذه الاشتباكات كانت بمثابة إجراء دفاعي". وأضاف: "باكستان دولة مسؤولة للغاية. ومع ذلك، سنتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن شرف باكستان وسلامتها وسيادتها، مهما كلف الأمر".
وقالت الشرطة وشهود عيان، إن الجارتين في جنوب آسيا تبادلتا أيضا قصفا مكثفا وإطلاق نار كثيف عبر معظم حدودهما الفعلية في منطقة كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا.
خاضت الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان الإسلامية اثنتين من حروبهما الثلاث منذ الاستقلال في عام 1947 على إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة ، والذي يطالب به كل جانب بالكامل ويسيطر عليه جزئيا.
منذ وقف إطلاق النار في عام 2003، والذي أعاد البلدان الالتزام به في عام 2021، أصبحت الضربات المستهدفة بين الجارتين نادرة للغاية، وخاصة الضربات الهندية على المناطق الباكستانية خارج كشمير الباكستانية.
لكن المحللين قالوا إن خطر التصعيد أعلى مما كان عليه في الماضي القريب، نظرًا لشدة الهجوم الهندي، الذي أطلقت عليه نيودلهي اسم "عملية سيندور".
و"سيندور" هي كلمة هندية تعني القرمزي، وهو مسحوق أحمر تضعه النساء الهندوسيات على الجبين أو فرق شعرهن كعلامة على الزواج.
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القتال بأنه "عار"، وأضاف: "آمل أن ينتهي سريعًا". وذكرت وزارة الخارجية أن وزير الخارجية ماركو روبيو، تحدث إلى مستشاري الأمن القومي في كلا البلدين، وحثهما على "الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة وتجنب التصعيد".
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلا البلدين إلى أقصى درجات ضبط النفس العسكري، وفقًا لمتحدث باسمه. كما دعت الصين، المجاورة للهند وباكستان، إلى ضبط النفس.
عرضت قنوات التلفزيون الهندية مقاطع فيديو لانفجارات وحرائق وأعمدة دخان كثيفة في سماء الليل، وأشخاص يفرون في عدة أماكن بباكستان وكشمير، ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة اللقطات بشكل مستقل.
في مظفر آباد، عاصمة كشمير الباكستانية، كانت الأضرار الناجمة عن الغارة الهندية واضحة عند شروق الشمس، وحاصرت قوات الأمن مسجدًا صغيرًا في حي سكني على سفح تل تعرض للقصف، وانهارت مئذنته.
وأمرت السلطات بإغلاق جميع المدارس في الشطر الباكستاني من كشمير والعاصمة الوطنية إسلام آباد ومعظم أنحاء الشطر الهندي من كشمير وإقليم البنجاب الباكستاني المكتظ بالسكان يوم الأربعاء في أعقاب الإضرابات.
صرح عمران شاهين، مسؤول محلي في كشمير الباكستانية، بأن قذيفتي هاون سقطتا على منزل في بلدة فوروارد كاهوتا، مما أسفر عن مقتل رجلين وإصابة عدد من النساء والأطفال. وأضاف شاهين أن أحد سكان قرية أخرى قُتل جراء إطلاق النار.
صرح رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بأن إسلام آباد ترد على الهجمات الهندية، لكنه لم يقدم تفاصيل. وأعلن رئيس وزراء إقليم البنجاب الباكستاني المكتظ بالسكان حالة الطوارئ، وأن المستشفيات وخدمات الطوارئ في حالة تأهب قصوى.
صرح متحدث عسكري باكستاني لقناة جيو الإذاعية بأن مسجدين كانا من بين المواقع التي استهدفتها الهند، بينما أكد وزير الدفاع الباكستاني لقناة جيو أن جميع المواقع مدنية وليست معسكرات للمسلحين.
