فيديو خطف النائب الليبي إبراهيم الدرسي يتصدر الترند، ما القصة

تعيش ليبيا حالة من الغضب بعد تسريب مقاطع فيديو وصور صادمة للنائب الليبي إبراهيم الدرسي، وكان محتجزًا في زنزانة بشعة الظروف والمظهر، مكبل اليدين والأغلال معلقة في عنقه، شبه عار، وذلك الظهور الأول له بعد اختطافه منذ نحو عام في مدينة بنغازي شرقي البلاد، من داخل منزله.
وظهر الدرسي في المقطع المصور وهو يناشد صدام حفتر، نجل قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، لإطلاق سراحه، متعهدًا بالولاء والدعم، وذلك في أول ظهور علني له منذ اختطافه في 18 مايو 2024 من منزله عقب مشاركته في احتفالية نظمها الجيش الوطني الليبي في قاعدة بنينا الجوية.
اتهامات لقوات حفتر وسجون شرق ليبيا بانتهاكات حقوق الإنسان
وسلطت الواقعة الضوء مجددًا على الوضع الحقوقي في سجون شرق ليبيا خصوصًا تلك الخاضعة لسيطرة قوات حفتر، مثل سجن قرنادة، وسط اتهامات متكررة باستخدام التعذيب الممنهج وانتهاك الحقوق الأساسية للمعتقلين، بمن فيهم النواب والمعارضون السياسيون.
وأفادت وسائل إعلام محلية، أن المقاطع نشرت لأول مرة عبر موقع "أفريك آسيا" الفرنسي، فيما كشف الصحفي البريطاني إيان بلهام تيرنر أن الفيديو تم تسجيله بتاريخ 22 مايو 2024، أي بعد 6 أيام فقط من اختطاف الدرسي.
ردود فعل محلية ودولية وحكومة طرابلس تدعو لتحقيق دولي عاجل
وفي أول رد فعل رسمي، أدانت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس ما وصفته بـ"المشاهد الصادمة والمهينة"، معتبرة الواقعة "جريمة تستدعي تدخلًا وتحقيقًا دوليًا عاجلًا"، ووجهت أصابع الاتهام إلى القيادة العامة في شرق ليبيا، داعية إلى محاسبة كل من شارك أو تستر على الجريمة.
كما حملت الحكومة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مسؤولية سياسية وأخلاقية كاملة، منتقدة صمت البرلمان حيال الواقعة.

المنظمات الحقوقية: استمرار اعتقال الدرسي يهدد حقوق الإنسان والحصانة البرلمانية
قال عبد المنعم الحر، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، إن اعتقال وتعذيب الدرسي يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتجاهلًا لحصانته البرلمانية التي يكفلها الدستور، واعتبر أن استمرار واحتجازه يمثل "رسالة ترهيب" موجهة إلى بقية النواب، خصوصًا أولئك الذين يعارضون تغلغل أبناء حفتر في مفاصل الدولة.
اختفاء قسري متكرر في مناطق حفتر ومخاوف من تكرار سيناريو سرقيوة
أعادت قضية الدرسي إلى الأذهان حادثة اختفاء البرلمانية سهام سرقيوة في يوليو 2019 من بنغازي، والتي لا يزال مصيرها مجهولًا حتى اليوم، ويؤكد نشطاء حقوقيون أن مناطق شرق ليبيا تشهد تصاعدًا في وتيرة الاختفاءات القسرية بحق مسؤولين وصحفيين وناشطين معارضين.
من هو إبراهيم الدرسي؟
النائب إبراهيم الدرسي، من أبرز الشخصيات البرلمانية في شرق ليبيا، حيث يمثل مدينة بنغازي منذ 2014، وترأس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف، وشارك في لجنة المرأة والطفل، وعرف سابقًا كإمام وخطيب وناشط اجتماعي، وكان من الداعمين لـ"عملية الكرامة" التي أطلقها حفتر في 2014 ضد ما وصفها بـ"التنظيمات الإرهابية".

ورغم عقد خليفة حفتر اجتماعين مع القيادات الأمنية في بنغازي عقب اختطاف الدرسي، لم يحدث أي تقدم ملموس في القضية، ما فاقم غضب قبيلته، كما لم يصدر تعليق رسمي حتى الآن من مجلس النواب أو المستشار عقيلة صالح.